" رحله في الذاكره " /احمد الحدادي
Fri, 6 Sep 2013 الساعة : 19:07

احيانا تعود بنا عجلة الزمن الى الوراء لنشاهد تلك الايام المدرسية الجميلة التي مضت كما لو اننا نعيشها تماما الان ,
حقا, ومن منا لا يشتاق الى تلك الايام الجميلة ؟؟
ولكي تتأمل , اركب معي عربة الزمن ...
يوما في شتاء ماطر , حيث الشمس مختبئة تحت عباءة الغيوم الرمادية,نتمشى الى المدرسة في الشوارع التي تجوبها رياح الشمال المرتديه لقطرات الندى والممزوجة بعطر التراب ,وعلى فراش اسفلتها الاسود تنعكس اشعة الشمس الذهبية الهاربة بين الحين والاخرعبر الثقوب المتواطئة بين الغيوم لتسقط على بقع المياه الصغيرة مكونة مخلوقات فضية تتراقص فرحا كلما سقطت قطرات مطر جديده.
حيث كان الراس مشغول بالمعادلات الرياضية ومواضيع من مادة الاحياء ومفردات من اللغة الانكليزية , وحلول لمسألة فيزيائية , قد اوصانى بها المدرس وتركيبة جديده لعنصر كيميائي علينا ان لانخطئ بالصيغة فهكذا كنا مشدودي لجدول الحصص اليومي .
رغم الحصص الكثيرة كانت تغمرنا الفرحة واي فرحه تلك
حيث نحمل كتبنا المربوطة بشريط مطاطي ,يتخلل احدى الكتب قلم رصاص والبعض منا يحمل محفظة اقلام فيها شفرة مبراة قد حطم جسدها بقدمة انتقاما لكونها لاتبرم بشكل صحيح , ونسير مجاميع صغيره عبر الشوارع التي تطل عباءة اشجار السدر التي للتو تفتحت ازهارها حيث العطر يملئ المكان فنمشي وكاننا مخمورين نتسامر الاحاديث عن مواضيع الدروس او حديثا عن الرياضه او فيلما حديثا عرض في السهره على قناة الشباب .
والاجمل حين نرى فتاة جميلة ذاهبة الى المدرسة نصاب جميعا بفقدان الذاكره حيث الصمت يسود عالمنا , وتاخذ سفن الاعجاب نفوسنا بعيدا عبر امواج بحر النسيان , وحين تعبر عاصفة الجمال تصمت الاجراس التي تقرع في الرؤوس , عبثا نحاول ان نعود الى عالمنا الواقعي وننسى ما رأينا لكن تبقى خلجات صغيرة تنبض باعماق النفس تشتاق الى تلك المملكة السحرية الا وهي مملكة الحب , ذالك المكان السحري العجيب الذي يتحدثون عنه بعض الطلاب وكيف يتصورون انفسهم بحارة وهم يتسلقون امواج البحار العاتية ولا يهابون من دوار العشق الذي قد يغرقك او ربما يسقطك الى اعماقه لتنهش لحمك أسماك التفكير وترميك هيكلا عظميا هزيلا سقيما.
وبينما نسمع دقات الجرس المتصدئ ونحن على ابواب المدرسة نكتفي من الحديث لنهرول الى الصف بسرعة لتنتهي رحلتنا الصغيره ...