الخيمة والتجربة النصراوية/عباس ساجت الغزي
Fri, 6 Sep 2013 الساعة : 18:49

الخَيْمَةُ هي بيتٌ تبنيه العربُ من عيدان الشجَر و صُوفٍ أو قُطْن ، والخيمة تعني الاصالة العربية وتاريخ حضارة العرب , وهي عنوان اللقاءات والتواصل بين افراد المجتمع ولها خصوصيتها عند اهل البادية .
لكننا اليوم نتحدث عن خيمة من النوع الاوسع والاشمل بكل معان تلك المفردة وضع اساسها رجل بدا يرسم الخارطة بالأسس الاستراتيجية من اجل النهوض بالواقع الخدمي في مدينته , من خلال اطلاقه المشروع الوطني والخدمي الكبير الذي اسماه ( خيمة الخدمات ) حيث يخصص يوم من كل اسبوع تتم فيه المعايشة الميدانية لجميع المدراء للدوائر الخدمية ومدراء الوحدات الادارية في المناطق مع المحافظ للاطلاع على احتياجات الناس من خلال اللقاءات المباشرة في مناطق سكناهم .
الدكتور ماجد النصراوي محافظ البصرة هو صاحب تلك المبادرة والتجربة الكبيرة التي بدأت تزرع الامل في قلوب المواطن بتواصل المسؤول معه وتحقيق وتنفيذ مطالبه دون ان يكلفه عناء الحضور والمراجعة وابتزاز بعض ضعفاء النفوس من المفسدين , والتذكير بقيمة المواطن الكبيرة بانه مصدر السلطات واشراكه بالهم في اتخاذ القرارات .
رغم الفترة الزمنية القصيرة من استلام النصراوي لمهامه محافظاً للبصرة الا ان البداية توضح العزيمة الكبيرة , والبدء بتنفيذ المشاريع يعني الاصرار على المضي بالتحدي دون توقف , لتسجل ولادة تجربة ديمقراطية حية لنزول المسؤول الى معاناة المواطن في مكان الحدث .
لتشمل بعدها اقضية ونواحي عديدة في البصرة ومنها ( قضاء الفاو ـ وقضاء ام قصر ـ وناحية سفوان ) حيث ركزت تلك المعايشة على اولويات مهمة في عمل الحكومة المحلية ومنها (الامن والخدمات وعلى رأسها الكهرباء والبطالة والبنى التحتية والصحة والتربية والسكن والماء وكذلك اولوية القضاء على الفساد ومحاربته ) .
وكل ذلك يتم ضمن سياق المساعي الرامية للنهوض بالواقع الخدمي للمحافظة عبر مشروع خيمة الخدمات الذي تبذل فيه جهود استثنائية في سبيل الاسراع بحل المشاكل ورفع الحيف والظلم عن المواطن نتيجة التركة الثقيلة من الاخفاقات في مجال الخدمات وبالخصوص في الاقضية والنواحي البعيدة عن المركز .
كانت لنا زيارة ميدانية لمحافظة البصرة والتنقل مع الدكتور ماجد النصراوي لعدد من الاقضية والنواحي لتسجيل مشاهداتنا واستنتاجاتنا عن تلك التجربة الجديدة ( خيمة الخدمات ) ورؤية التفاعل الجماهيري مع هكذا مشروع وطني , ومتابعة الاليات في العمل ونسبة النجاح والاستمرارية بتلك الروحية التفاعلية بين المواطن والحكومة المحلية .
وكانت الخلاصة ان نشهد النجاح الساحق في تنفيذ تلك التجربة الحديثة في التواصل , وان ندعوا جميع المحافظين ان ارادوا النجاح في عملهم ان يستفادوا من نقل تجربة الخيمة النصراوية لمد جسور التواصل مع مواطنيهم وكسر حواجز السلطوية والتعالي لان الشعب هو مصدر السلطات وشرعيتها .
عباس ساجت الغزي