لاتضرب سوريا/حسين الشويلي
Thu, 5 Sep 2013 الساعة : 23:17

رغم أني لستُ من مؤيدي . البعث عراقياً كان أم سورياً فالأيديلوجية واحدة , وهي فكرة ظالمة أستبدادية بعيدة عن البعد الحضاري الأنساني ! لكن كما لم يكن الحصار الأقتصادي لثلاثة عشر عاماً يؤرق البعث الصدامي , فلا أخال أن الضربة الجوية ستؤرق باي حال البعث السوري .
الخاسرون من الحرب أمامنا في مخيمات اللجوء وأكداس القتلى , والخراب الهائل والمروع لمدن بأكملها . وهنالك من ينتظر تصنيفة من الحرب ما بعد الضربة العسكرية المتوقعة !
في سوريا توجد معادلة فرضتها طبيعة الصراع ونوع المتصارعين , وهذة المعادلة الحتمية هي ,, نهاية النظام نقطة بداية حكم الجهاديين . وتمكينهم من الأرث للترسانة العسكرية السورية بعد رحيل الأسد . وأن تمّ هذا فهي ستكون مرحلة كارثية على مجتمعات أنسانية ما زالت تنعم بخلوها من غزوات الجهاديين .
النظام السوري لم يكن مثالياً أو ديمقراطياً , لكنة لم يكن جهادياً كمثل جبهة النصرة . فقد أطلق الحريات المدنية بشقيها المتدين أسلامياً أم مسيحياً , وتوجد علمانية واضحة , وطريقة العيش كانت خياراً متاحاً لكل فرد . ورغم سيطرة البعث السوري الذي يمنح الحكومة السورية مبررها الوجودي في الحكم على وسائل الأعلام والصحافة وكل الفعاليات الثقافية والأجتماعية , لكنها وأن أتخذت نمطاً قسرياً في أداءها لموافقة السلطة على كل شئ , لكنة لم يكن أنتهاكاً فاضحاً لحقوق الأنسان والسبب هو , أعطت السلطة السورية البعثية خيارات متعددة للشعب السوري في تمجيدة للسلطة ولم يفرض أيديلوجية السلطة في المدح والقبول .
كن مسلماً وتمدح أو كن مسيحياً أو علمانياً , ارتدي ما شئت من ثياب , أختر نوع الهيئة التي تريد أن تتقولب بها أجتماعياً كن متعبداً أو مخموراً, فالشرط الحكومي هو أن لا تعلن عن قناعاتك السياسية وتروج لها الاّ أن كانت موائمة لتوجهات النظام . والدول العربية المهتاجة لضرب سوريا عسكرياً ليست أفضل حالاً أو أكثر ديمقراطية من النظام السوري .
ومقايضة الشعب السوري بين خيارين أما الموت أو القبول بحكم الجهاديين , معناة الوحيد تدمير القيم الأنسانية ونقل الصراع السوري الى دول المنطقة وحتى البعيدة . ومن خلال الواقع ندرك حقيقة لاتحتاج الى توضيحاً وهي . تضخم أعداد الجهاديين وأتساع جغرافيتهم في كل يوم لم تجتمع تلك الدول التي تريد مواجهة نظام بشار الأسد عسكرياً للمعاونة للقضاء عليهم وبعد تنظيف سوريا من تلك المخلوقات الأرهابية وتطمين السوريين والدول المجاورة يتم بعد ذالك أقامة أنتخابات برعاية هيئة الأمم المتحدة لضمان عدم وصول أي من تلك الحركات الأرهابية لتتحكم بسوريا شعباً وامكانيات .
لاتضرب سوريا !
لأن البديل هو جبهة النصرة وآلاف الجهاديين الأنتحاريين الذين يعلنون عن أنفسهم من خلال نوع ضحاياهم . وأن أي أجراء عسكري ضد سوريا ستجعل تلك الجماعات الجهادية طرفاً سياسياً في الصراع . والأن يقتصر عمل جبهة النصرة وغيرها على الجانب العسكري ولاأعتقد ان العالم العربي والغربي بحاجة الى أن يجعلوا من تلك المجاميع المسلحة طرفاً سياسياً وبديلاً عن نظام بشار الأسد ؟ والمشكلة في القضية السورية والتي لابد على العالم أدراكها عملياً هي , أن الصراع والأقتتال الآن ليس بين شعب يناضل لأجل حريتة وطرد الأستبداد عنة وبين نظاماً ديكتاتورياً يستخدم السلاح ضد شعبة . بل هو بين مجاميع أرهابية ومقاتلين مرتزقة لاتحمل مشروعاً سياسياً ولاتؤمن بمشروع,, سياسياً لأنها لاتمثل الشعب السوري بأي حال وعلى أقل تقدير الغالبية العظمى منها . وبين رئيس ورث الرئاسة عن أبية .
وفي هذة الحالة المأساوية التي يمر بها الشعب السوري نتمكن أن نقول , أن سوريا بحاجة الى الحل السياسي وليس حاجة الى الحل العسكري الذي سيزيد في تخريب سوريا , وأيضاً ستكون مستقبل أي حكومة تأتي من خلال , الحل العسكري عرضة للتمرد عليها أن لم تنشأ حرب أهلية شرسة لأن طريقة تغيّر السلطة جاء وفق أرادات غير الأرادات الوطنية المنبثقة عن أرادة شعبية مختارة .
وعلينا أن نسأل هنا . من المعروف أن من يقاتل الجيش السوري هي جماعات الجهاديين ومن المؤكد سيطمحون بنصيب,, في الحكم بعد سقوط نظام بشار الأسد . فهل ستوافق دول الجوار والدول الغربية على منح تلك الجماعات القرار السياسي السوري ؟
وفي حالة الأيجاب والرفض مشكلة حقيقية تنتظر السوريين والدول المجاورة لسوريا . نحن أمام مسؤولية أنسانية وأخلاقية وعلى الدول المعنية بقرار الحرب النظر الى البدائل قبل أحداث أي تغيّر سيكون بمثابة حريق يلتهم كل دول المنطقة بشعوبها ونفطها ومصالحها . وحول قضية أستخدام الأسلحة الكيميائية سأعرض نموذجين من المعارضة على عدم أستخدامها من قبل قوات النظام السوري وليس لشرف النظام بل لعدم غبائة وأيضاً لخوفة من المجتمع الدولي .
صالح مسلم هو زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا ، يقول أن الحزب قبل عام يسيطر على مناطق واسعة في الجزء الشمالي من البلاد.
وقال انه يرفض المزاعم بأن الحكومة السورية أمرت بالهجوم بالأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق.
النظام في سوريا ... لديه أسلحة كيماوية ، لكنه لن يستخدمها بالقرب من دمشق، على بعد خمسة كيلومترات من لجنة الامم المتحدة للتحقيق عن الأسلحة الكيميائية. وقال لرويترز من الواضح، فهي ( الحكومة ) ليست من الغباء بحيث أنها سوف تفعل ذلك "
وشهادة أخرى من معارض شرس للنظام السوري ,(هيثم مناع ليست لديه مشكلة في اتهام حكام سوريا للعنف وسوء المعاملة. ولكنه لا يعتقد أن الجيش السوري يستخدم الأسلحة الكيميائية في القتال ضد المتمردين.وهيثم مناع هو رئيس لجنة التنسيق الوطنية ويتخذ من باريس مقراً لة .
الشهادات نقلاً عن صحيفة :proletaren* السويدية .
ونخلص الى القول بأن الحل السياسي هو الوحيد الذي يمكن أن ينقذ سوريا . والدعوة الى تنفيذ مؤتمرات كمثل جنيف أو الأخذ بالمبادرة العراقية .