كيري ... في مستوطنة الكونكرس/محمد علي مزهر شعبان

Thu, 5 Sep 2013 الساعة : 1:31

ثلاث ساعات وأنت ترقب المسرحية المحكمة في الكونكرس ، اول الاحساس وكأنك في مسرح لتشيخوف ، وهو يسير ممثليه في واقعية يتحد فيها المكان والجمهور حين تأطر بالتحشيد لامر ما ، والازمة لاتعرف من المدعي بالحق الشرعي هل هو الشعب الامريكي ، وما طبيعة الادعاء ؟ القاضي " جون مكين " يسلمها تباعا لقضاة يتنفسون بذات الرئة ، الا النفر القليل الذي قد يخرج قليلا عن السياق رغم تبريره للجرم القادم ولكن بحياء يتسائل عن النتائج اذا توسعت الرقعة ؟ يبرر الشهود " جون كيري ، تشاك هيغل ، قائد العملية ديمبسي " ولا نعرف هل يملكون ادلة في موطن الحدث ، هم ليسوا شهود اثبات ووقائع بل ادعاء .
وحين يسئل كيري ، وكأنه يتباكى على الديقراطيه وقرار قبل تسعين عاما يحرم استخدام الاسلحة الكيمياويه ، يكرر التحريم ويناشد الضمير الانساني بمعاقبة الجاني ، ويتناسى ، الحرب الكونية الثانيه وما وقع على اليابان هورشيما ، وما فعله الامريكيون في كوريا الشماليه ، وما فعلته ديمقراطية امريكا في الشعب الفقير الكبير في فيتنام ، وكيف كان النابالم يحرق الاجساد . كيري يتناسى تاريخ الاجرام كله ، امام قضاة الحرية ليتسائل ماذا نقول لاصدقائنا في المنطقة في حالة لم نضرب سوريا ؟ ولم نفهم مبررا صريحا وواضحا من خلال بعض الاحراجات التي تأطر التسائلات بهالة من الواقعية : وما هي النتائج من الحرب ، هل سيأتي المتشددون بعد بشار وكيف ستكون المنطقة ؟ فيجيب كيري : ان سوريا علمانية وليس من الممكن ان تكون بهذا الاتجاه . اذن ياسيد ، حكم ال الاسد اكثر من اربعين عاما أليس هم من سلكوا هذا السلوك وأسسوا له طوال هذه الفترة خصوصا اذ عنونت طبيعة نظام ؟ فتبرير كيري يصطدم بحقيقة ما يجري على الارض من خلال المتغيرات التي طرأت على طبيعة موجة الانظمه التي تقلدت مقاليد السلطه ، ومثال تونس يدحض هذا الرأي لان تونس في عهدة زين العابدين بن علي علمانية حد النخاع ، ومصر من زمن محمد علي باشا دولة متحضرة منفتحه ، حكمت من قبل الاخوان ، وحتى الجيش الحر يسود سلوكهم ليست العلمانيه وانما لحى وجلاليب واجندات سلفيه .
خلال فترة الشهاده التي قدمها صقور الحرب ، اعتمدت على ادعاء الجانب الاخلاقي الذي تكرر كثيرا وكأنهم يحتاجون الى شريك من داخل امريكا بعد ان فقدوا الشركاء من خارجها ، ولكن الحقيقة تكمن في ردود الفعل حين ينحصروا في بعض هوامش التعليق فيذكر هيبة امريكا وموقفها من اصدقائها اسرائيل والسعودية وتركيا والسؤال من نصب امريكا حامية الحمى والاخلاقيات ، واي اخلاقية تحمل جبهة النصرة ، واين اخلاقية دولة عربية واسلامية من الاصرار على دعوة الاجنبي لضرب شعب شقيق كما اصر سعود الفيصل في اجتماع الجامعة العربيه ، ومن برر لها هذه الاعتداءات على الاخرين ؟ وان كان موقفا اخلاقيا فسجلها يقطر بالدماء وعدم الحياء ، في اغلب حروبها نتذكر حرب اسبانيا وجزيرة الخنازير ؟ اين الموقف ان تمتلك اسرائيل اسلحة دمار شامل وتقوم الدنيا على امتلاك ايران الذره ، فعلى اقل تقدير مثلما اقمتم توازنا بين الهند وباكستان ، فليقم هذا التوازن بين ايران واسرائيل ، لان التوازن هو المعادلة التي تجعل اي حركة اعتداء على الاخرين محسوبة النتائج .
لم تكن التبريرات تمتلك نتيجة العواقب ، وان سئل كيري عنها يقول لقد تهيئنا لكل شيء ، اذن اين المحدودية في هذه الضربة . ويتبادر الى الذهن سؤال اخر ، لو انها كما تدعون ضربة محدوده ، سيخرج الاسد برصيد عال من المعنويات على المستوى الشعبي اولا وتشبثه بالحكم ثانيا . كل سؤال يحرج فيه كيري يقول سنناقشه في الجلسة السريه ، تلك الاسئلة وان انتابه الانفعال في مأخذ يقول بعد سؤال من احد النواب : لو قدر ان منعناكم من هذا الامر هل ستلتزمون به ؟ فيجيب : الرئيس بامكانه عدم الرجوع اليكم ، ولأن اوباما قال ان لم يصوت الكونكرس سامضي بالضربة . فيسئل وما الدافع ؟ فيجيب : في العراق قالوا اسلحة الدمار موجوده ولكن لم نعرف انها موجوده ، ولكن في سوريا استخدمت .
اذن سيدي هل حلبجة قصفت في الورود ؟ مماطلة واصرار واستكبار سواء من تعليقات النواب الا البعض وعلى هامش من الحياء الى شهادة كيري وديمبسي وهيغل . مسرحية لمحكمة فيها القاضي والمدعي ولا وجود للمتهم ولا لسماع من يفند الاتهام بالادلة ، امريكا لا تمتلك اقناعا حتى بالدافع الوحيد التي تدعي هو الجانب الاخلاقي . انها المصلحة وبقاء السطوة والمياه الدافئه ورأي الاصدقاء من فتحت خزائنهم وامن اسرائيل ، والا فان الامم الاخلاق ، فاين هذا المعيار في ابادة شعب ، والمتبقي سيكون تحت سطوة الوحوش .

Share |