ست الحبايب/ صبيح الكعبي
Wed, 4 Sep 2013 الساعة : 16:14

المتصفح لتاريخ العراق بعمق يقرأ كثيرا عن معانات شعب عريق ممتد لالاف السنين تعاقبت عليه
حقب تاريخيه عاصرت شخوص قياديه لايمكن للمرء ايا كانت عقيدته او دينه و معتقده ان ينساها
المهم في الموضوع الذي سنتكلم عنه من زاوية مهمه في حياة الشعب والكوارث التي مر بها او
عاش آتونها , طمع فيه الكثير من القوى المحركه للعمليه السياسيه في العالم بين مستبد ومستعمر , دفع ثمنه الشعب تضحيات كثيره لاتعد ولاتحصى لن نخوض فيها اكثر لانها تدمي العين وتؤلم القلب وتعصر
الصدر , هذه التضحيات تركت ارامل وايتام منذ عقود لم تنتهي حلقاتهااكثرها أيلاما انها وقعت على
عاتق المرأة لتحمل مسؤوليات جسام غير قادرة عليها لقساوة الحياة وشظف العيش وقصر اليد وواقع اجتماعي مر دفعت ضريبته لوحدها من خلال الاعباء التي تكفلت بها بين اطفال رضع وايتام قصر وشباب يافع , وبالتأكيد اوقعتها بكثير من المآسي التي لايمكن للرجل القوي ان يتحملها لوحده , وحملت اعبائها على كتف غض حتى لا تجعل من ابناءها طعما طيب المذاق لاقاربها يتحكمون بهم
او صيدا سهلا يمررون مآربهم ويمارسون عليهم التعسف والظلم والمهانه , و استمرت
معاناتها طيلة السنوات العجاف الماضية بين الكرامة والذله والعوز وعزة النفس وطوق العادات الاجتماعيه
الموروثه ونظرت المجتمع ايا كانت مطلقة او ارملة , ثبتت قدرتها على ان تكون مربيه فاضله
حاملة صفات بين قساوة الاب وحنان الام وانشأت جيلا يشار له بالبنان لانقول الكثير منهن
و لانساوي بين الجميع انما نتناول نماذج ممكن ان ننحني لهن على بذلهن الغالي والرخيص ومجاهدة النفس
في كبح جماحها الدنيئة ورغباتهاالانسانية لتكون عنوان فخر وعز يرفع المجتمع بها عنوان تميز
وشيئا يضاف لعنفوانها وكبريائها , امثلة كثيرة على ذلك لايتسع المجال لذكرها , نظرة سريعة لواقعها
في الماضي والحاضر واهمال الدولة عن محاكاة هذا الواقع بقوانين تنصفها وتجعل منها رمزا يهدى لها من
خلال افعالها العظيمة التي ذكرناها .
لاننكر ان الدولة بعد التغيير اعطتها حصة الربع في مقاعد مجالس المحافظات والبرلمان وبعضهم لعبت دورا كبيرا اثبتت جدارتها
بادارة مسؤوليتها ودفاعها عن الحقيقة و استطاعت ان تحصل على حقيبة وزارية في الجانب
التنفيذي وبعضهن في الجانب القانوني ,لكن تبقى قصيرة في جوانب الحياة الاخرى فهناك حقوق مهدوره
ومطالب مركونه وامتيازات محصوره , لايمكنها ان تحصل عليها بسهوله , ولا ننسى ماتعانيه المرأة
من قساوة التعامل في داخل العائلة وامتهان كرامتها واهانة شخصيتها .اننا مطالبون بالضغط على الجهات
التنفيذيه لتنفيذ( الماده30 أولا) أن تكفل الدولة للفرد والاسرة – وبخاصة الطفل والمرأة الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الاساسيه للعيش حياة حرة كريمة , تؤ من لهم الدخل المناسب , والسكن الملائم وان تعالج
مشاكل المرأة بشكل علمي وببرنامج واضح لاننا نؤمن انها نصف المجتمع ومن غيرها لايمكن لبناء يعلو او
مجدا يذكر او جيلا ينشأ , انها الثمرة الطيبة التي تنجب عماد المستقبل وتعمر وطن من خلال تربية الجيل
وفق اسس صحيحة .ولاننسى قول الشاعر (( الاءم مدرسة اذا اعددتها – اعددت جيلا كامل الاعراق )) .
صبيح الكعبي