مهرجان الشماتة بمجلس النواب ..!!/وجيه عباس
Wed, 4 Sep 2013 الساعة : 16:13

كل حاكم عربي يفكّر بنفسه الف مرّة قبل أن يفكر بشعبه مرة واحدة...هو تعلّم من الرئيس الزيمبابوي أن الفيلة إذا تكاونت (حسب لغة فيلة العوجة)... فالعشب هو أول من يتضرر... لهذا لا فرق في منظومة القائد بين الشعب والعشب!!...كل نار لابد لها من عشب تدوسه فيلة الخراب الجديد حتى تحترق روما... بشرفائها!!.
بغداد متخومة بالسياسيين الشرفاء، هذا لا يعني أن المحافظات العراقية الاخرى تخلو من هذا الشرف الذي لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه عرق هبهب وبعشيقة!، بل على العكس ربما تكاثر شرفاء روما العراقيين في مكان وتناقصوا في مكان آخر لكن العجيب ان مناسيب الشرف السياسي الديمقراطي ثابتة في جميع المواقع الجغرافية التي أنجبت المحاصصة التي ملأت البرلمان العراقي بجيوب متخمة باموال العراقيين الذين خرجوا يوم الواحد والثلاثين لغرض المطالبة بالغاء الرواتب التقاعدية لهم.
شرف المواطنة يعلو على صوت الشرف السياسي، كل شرف تحميه الدولارات والمنافع الاجتماعية وأسلحة الحمايات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعلو على صوت المواطنة العاري الا من العازة، لهذا حين يخرج الفقراء من بيوتهم المسكونة بالفقر فذلك دليل على وطنية بيضاء غير مسلّحة، بينما تخرج المدرعات والسيارات المصفحة وهي تحمل السياسيين لتحافظ على شرفهم السياسي خلف الزجاج المضاد لبعشيقة!!.
التظاهرات التي خرج بها العراقيون كانت الصرخة الأشدّ التي وصلت مجلس النواب العراقي، لا أتعس من برلمان أصم لا يسمع شكوى من يسير في الشارع المحاذي لقوانينه الا بعد ان تشمه الكلاب البوليسية للتأكد من خلوّه من أي عبوة ناسفة، ولا أفشل من برلمان أعمى لا يرفع اصابعه الا حين يتعلق الامر بمنافعه الاجتماعية وقانون تقاعده، ولا أكثر حرمنة ممن اشترك فعليا في جريمة اختلاس أضفى عليها شرعية لا علاقة لشعب استمد منه جميع سلطاته التشريعية حتى انه حلّل سفك دمهم بالأشهر البرلمانية الحرم!.
الحكومة العراقية أصبحت ملكية اكثر من الملك نفسه، لدينا دولة عراقية راقدة في مستشفى ألماني منذ عدة اشهر، لا تهش ولا تنش، ولدينا حكومة وبرلمان وكأنهما ضرتان في بيت واحد، لكن الكارثة الكبرى ان البرلمان لا يظهر ابداع نوابه الا عن طريق نشر الفضائح الحكومية حتى لو تعلّق الأمر بتعيين موظف خدمات خارج نظام المحاصصة الامر الذي ربما يتطلب من الناطقين باسم الكتل السياسية الطلب من رئيس الوزراء تقديم استقالته وكأننا نعيش التجربة الدنماركية!!.
التظاهرات التي خرج بها الشعب العراقي يوم 31/8 كانت تطالب بصوت حرمانه الذي أعلاه تعامي وصمم البرلمانيين عن صراخهم في ساحات التظاهر، لكن الذي اوقفني متعجبا هو دور الحكومة الذي كنت اتوقع منها ان تشرف على مشاركة المتظاهرين في مهرجان الشماتة بالبرلمان العراقي عن طريق حمل الجفافي ورقص الدبكات الشعبية نكاية بالبرلمان العراقي حتى لو ألجأها الامر الى استدعاء مادلين طبر مرة ثانية الى بغداد وتكليف الزميل فراس الحمداني بحمايتها تحت شعار (البقاء للأصلع!!).