العدوان الى بعد حين ... لقد اختلفت الموازين/محمد علي مزهر شعبان

Sun, 1 Sep 2013 الساعة : 11:51

رهان حافة الهاوية الذي كان منتظرا خلال الاربعة الايام الماضيه من ان امريكا ستضرب سوريا ، اصطدم بخطاب الرئيس الامريكي ، واضحى يبعد مسافة عن الهاوية . هذا الامر الذي راهن عليه الاسرائليون بعد كثيرا من الثرثرة ، وبعد كثيرا من الاستعدادات على المستوى العسكري حيث تهيأة القباب الحديديه ، وزحفت الدبابات نحو الشمال واستدعي الاحتياط ، وما ارسله وزير الدفاع الامريكي الى اسرائيل من اشارات ، ان الضربة ستكون يوم الخميس . فبعد خطاب اوباما اسرائيل تعيش حالة ذهول ، هذا هو الظاهر في دراما استشارة الكونكرس في امر الضربة المرتقبه ، رغم معرفة القاصي والداني ان الكونكرس هو مستوطنة اسرائيلية ، حيث نفوذ اللوبي اليهودي والصقور فيه . من جانب اخر افرغت الصدمة في الخطاب عند طرف ينتظر الضربة بفارغ الصبر عند السعوديين ، حين انتقل الملف السوري من قطر الى السعودية وسلم لبندر بن سلطان ، هذا الرجل قد ايقن ان الامر قيد التنفيذ ، وان الخميس على الجمعة بوادر تنفيذه امر على قيد ثقة مطلقه ، وهو مدرك ان العناوين لضربة محدده هي لافتات سياسية ودعائية . لان هناك سؤال لا يدور في خلد هذا الامير الامعة قراءة ما بعد الضربة . هو يظن كما عهدة أخيلته ان الامر سيمر مرور الكرام لان ردة الفعل السوريه هي من يفك اطار المحدودية ، وحينها سيكون التدخل الامريكي مفتوحا الى حيث اسقاط النظام .
امريكا وبعد نكسة الحليف المرتبط في ادق الامور معها وهي بريطانيا ، وبعد ذلك الاندفاع الكبير لكاميرون ووزير خارجيته ، وهما يصطدمان بقرار مجلس النواب البريطاني ، احدث فجوة كبيرة على مستوى الاقدام الامريكي على تنفيذ الضربة ، رغم ان الدستور الامريكي يخول الرئيس دون الرجوع الى الكونكرس . ولكن المتغيرات التي طرأت على الارض ، جعلت من اوباما براغماتيا في قراءة امر العدوان . موقف بريطانيا ، وبوتين الذي هدد كما اشارة بعض المعلومات بتهديده السعودية وارساله حاملة طائرات وبوارج الى الشرق، والموقف الايراني المعلن والمباشر ، سواء لما اخبر للسلطان قابوس او للزائر الامريكي المتخفي تحت عنوان المبعوث الاممي " جيفري فليتمان " حين جاء الرد الايراني : من أن أي تدخل عسكري ضد دمشق قد تكون له "عواقب وخيمة " على سوريا والمنطقة برمتها. مما جعل قراءة ردود الافعال جيدا وبالاخص موقف طهران التي تعتبر دمشق توأمها ، لمعرفة أفق هذه الضربة، وما إذا كانت ستتطوّر إلى ما لا يرغب فيه التحالف الدولي، أي الى الحرب الإقليمية . موقف حلفاء امريكا بالامس بعث الروية ، المانيا ضد الحرب ، ايطاليا كذلك ، الموقف الشعبي الامريكي الرافض ، المواقف الشعبية لدول صديقة لها مثل الاردن . الموقف الثابت للعراق والسودان والجزائر ، موقف الامم المتحده ورفضها الحرب الا بعد نتائج التحقيق .
هنا اختلفت الموازين ما بين ارادة حلفاء في المنطقة هم لامريكا اما نعاج تسام او بقرات تحلب ، وبين موقف الامم وواقع مختلف تماما عن كل تدخلات امريكا السابقه . هي ليست الانتكاسة فامريكا قوية وشرسه ، ولكن اوباما وهو يبرر ومن خلال نبرة خجول لخطيب مفوه اضاع لغة التبرير فاوجد لها مخرجا هو اللجوء الى ممثلي الكونكرس ، وجعل الامر دون تعين وتثبيت زمني للضربه ، فهو كرجل لا يريد ان يلغي تلك الهالة من الاستعلاء مع الضربة وتمنى على خفر من الكونكرس ان يكون بذات الاتجاه ، وعزز موقف الاستكبار حين الغى دور الامم المتحده . ولكن يبدو ان هذا التصرف لمن حصر في الزاوية الضيقه ، فهو شرس دون شك ولكن السياق والاجنده السلميين التي اتت به مرتين تختلف في ان ينشب مخالبه . ما بين من نأي الحلفاء عنه الا تلك الادوات التي اتكأت على الحراك الامريكي ، وبين قراءة ردود الافعال عند الجانب المناصر لسوريا ، وبين امريكا التي تحتاج الى ساق اخرى ، اؤجل العدوان الى بعد حين ، وفي هذا الحيز من الزمن ، قال وقيل

Share |