قــمــصــان المــواســـــــم/عبدالستار الاسماعيلي

Sat, 31 Aug 2013 الساعة : 12:25

من الظواهر الملموسه في واقعنا الحالي لاسيما بعد التغيير الذي حصل في عام  2003 ان البعض رغم ما معروف عنه من سلوك اجتماعي ,او خط سياسي, راح يتفنن في صنع الاقنعه واختيار القمصان , فلكل مناسبه قناع , ولكل موسم قميص , واذا تطلب الأمر انسلخ من جلده ولبس جلداً جديداً للوضع الجديد .

واقعنا الحالي يغص بأمثال هؤلاء , فبينما ترى واحدهم في موسم من المواسم ضمن جهة معينة , نراه قد تحول عنها الى جهة أخرى وتلون بلونها , فما دام العطاء وفير والمغنم دسم والهبات متتاليه فهو في تلك الجهة  لايهم في اي جهة يكون المهم عنده ان مصالحه في اي جهة تكون , هناك قابليه عند هؤلاء لأختراق التجمعات مهما يكون شكلها , ثقافيه , سياسيه , دينيه , عشائريه , ... الخ ... فعندما يكون التجمع دينياً جعل ذقنه اسلامياً وامتلأت اصابعه بالخواتم واصبحت يده لاتفارق المسبحه وشفتاه تلهج بآي الذكر الحكيم , ولاتراه الا من اهل الصلاح والتقوى ومن المتحمسين للاسلام والمسلمين والمسجد الأقصى و...و... الخ . واذا كان التجمع عشائرياً فليس من الصعب ان يضيف الى اسمه كلمة الشيخ ومن ثم ارتداء اللباس العربي عقال وكوفيه وعباءه مميزه تميزه كشيخ يشار له بالبنان وما عليه الا ان يجد لنفسه مقعداً من خلال بطاقة دعوه يتشبث للحصول عليها بما أمكنه من الوسائل لحضور هذا المؤتمر او ذاك الاجتماع وما اكثر الاجتماعات والمؤتمرات ليدلي بعد ذلك بدلوه ويجهر بصوته كوجه عشائري مرموق تهمه المصالحه والصحوه والوحده الوطنيه ...  الخ ،وترى نفس صاحبنا هذا وقد تسلل بنفس الأسلوب الى الوسط الثقافي وحشر نفسه بين ارباب الكلمه ورواد الثقافه في الوقت الذي لانجد له اثراً ثقافياً او ادبياً , بل والانكى من ذلك قد يشار لأمثال هؤلاء بكلمة استاذ ,وهي كلمه لايختلف اثنان على انها تطلق على من توافرت فيه جملة مؤهلات علميه وثقافيه وفي مقدمتها التحصيل العلمي , بينما اصبح اطلاقها امراً ذائعاً على كل من حسب نفسه او حسب على الوسط العلمي والثقافي .هناك من يرى ان الثقافه علاقات ومجاملات وتأنق في ارتداء بدله انيقه وربطة عنق لاأكثر ... مع فراغ في الوعي والثقافه .

وبالأمس كان هناك من يمجد الطاغية ويضع نفسه فداء للقائد                الضرورة , ورفيقاً مخلصاً لمبادئ الحزب والثورة ... اصبح اليوم وبقدرة قادر من ذوي التاريخ الجهادي الطويل ومقارعة النظام البائد وكانت مكافأته منصباً وجاهاً ومكاسب ومميزات وقطعة ارض في موقع مميز  , بينما لازال الكثير من ابناء المجاهدين الحقيقيين ممن فقدوا آباءهم في الاعدامات والسجون والتعذيب لازالوا في واقعهم البائس ووضعهم المزري .

وعلى شاكلة هؤلاء هناك من دخل السجن او حكم بقضيه لاتمت الى الجهاد او السياسة بصلة احضر الشهود واقسم بالعهود انه حكم لكونه مجاهد من المجاهدين وسياسي من السياسيين وانه اصبح من المفصولين وظل حاملاً ملفه بين الدوائر لايمل الوقوف ولايهمه الانتظار ولاتتعبه المراجعات المهم عنده ان يضع اسمه ضمن القوائم ليحصد بعد ذلك مكاسب ومميزات وجدت اساساً لمن كابد وعانى وظلم واغتصبت حقوقه وفصل من وظيفته فيأتي من يحشر نفسه معهم لينافسهم على حقوقهم .

هؤلاء كثيرون يعيشون بيننا شغلهم الشاغل اقتناص الفرصه والتوسل بكل وسيله للوصول الى ما يريدون .قمصانهم جاهزه واقنعتهم                     حاضره . 

احترامنا وإجلالنا لرجال الدين مشايخنا الكرام ولشيوخ عشائرنا الاصلاء كبير, وتقديرنا العالي لكل مثقف هويته هموم الوطن ورسالته أحلام الشعب .

ونقف وننحني هيبة واحتراماً لأولئك الذين قضوا ردحاً من أعمارهم في سجون الظلم وزنزانات الطاغية المقبور دفاعاً عن مبادئ الحريه والكرامه .

ولكننا نبغض ونمقت ونرفض كل الدخلاء والمنتحلين والانتهازيين .
لانختلف ان ماذكرناه في الاسطر المتقدمة حقائق من واقعنا , وظواهر نعيشها ونلمسها تستحوذ على نظامنا الاجتماعي.

وبصراحة قد لاترضي البعض اننا نسير بأتجاه ضياع الموازين والمقاييس المقومه لحياتنا ان استمرت هذه الظواهر .

فالحذر الحذر من قمصان المواسم. والله الموفق 

Share |