18 مفخخة بينما 18 فتاة يطرزن ثوب المستقبل!/د حسين فلامرز طاهر
Fri, 30 Aug 2013 الساعة : 12:58

تعودت أحبار أقلامنا على أن نندب حظنا في مآسينا! وأحيانا تتجه للهزو والاستهزاء من حكامنا باسم الديمقراطية! أقلام تكتب وتكتب لتتداعب مشاعر الحاكم أو معارضته! وبعض الأحبار وجدت المساحة التي تسمح لها باطلاق الكلام البذئ الذي لايمكن ان يتفوه به من يود البناء والمضي معا وسوية! إلا انني تستوقفني أمور عظيمة! بل أنها أعظم من ذلك كله! أن مايستوقفني اليوم عمل الشباب واصرارهم، روح الشباب وعنفوانهم، أملهم وإندفاعهم وحبهم لبعضهم البعض! في زمان اصبح الحديث عن الحب جريمة وموضوع الكراهية هدية.
بينما دوي الانفجارات يغطي على كل شئ تقريبا! ويتحاور الناس ويتبادلون الحوار حول أين ؟ وكيف؟ وماهو عدد الضحايا! وفي زمن اصبح من الطبيعي أن تصرح عن ماتكره!! وجريمة تصبح إذا ماعبرت عن ماتحب! كان الامل ولازال يتجسد في تحركات شباب هذه الامة!
ثمانية عشر فتاة يزيدون بواحد أو أقل، حاضرين قاعة المحاضرة وهم مستعدين ومدججين بأفضل المعدات الأ وهي الرغبة الكبيرة في صياغة وتطريز مستقبل العراق، مستقبل يمثل النجاة والأمل.
لم يكن حضور الفتيات الثماني عشر صدفة، ولم يكن اجباريا حتى! بل كان امتدادا لمشروع عمل بدأ منذ اكثر من عام! عملا كبيرا مخطط باتقان هدفه تنشيط طاقات الشاباب وتحفيزها للمضي قدما في خطوط ملتقية في مساعيها ومتوازية في انجازها من أجل الوصول الى المستقبل والكل له أمل أن يكون له دور في صياغة المستقبل.
بينما كانت الفتيات عاملات منهمكات في كيفية استعدادهم للغد، وماهية المواضيع المهمة والأهم من أجل جعل مشاركة المرأة افضل، وأن تعمل على تمضي للأمام بافضل صورة وابهى طلعة! كانت الحوارات والمداخلات راقية جدا تتماشى مع تطلعاتهم الشبابية الخالية من التملق واللاجدية! بالاضافة الى كل ذلك ومن المهمات أن لحواراتهن سمتان رائعتان! أولهما إنها خالية من المجاملات البالية ! وثانيهما انها مضت في سبيلها الايجابي البناء! كان دوي الانفجارات قويا جدا بحيث انشغل الكثيرين بالعد مع كل انفجار! وما أن انتهى اخر انفجار وانقشع دخان الارهاب ! هدأت الدنيا واستمرت الفتيات في عملهن الدؤوب البناء! هكذا هن فتيات اليوم ! سيأتي يوم قريب جدا ، تتحطم فيه جميع المخاوف! ينقشع الدخان وينتهي! ويختفي دوي الانفجار! ومايبقى هو ذلك العمل الرائع والكبير الذي يتحمل عبئه مجموعة من الفتيات الرائعات والذي من خلاله يعدون قادة المستقبل للشابات! الذي يمنح نشاطا للفتاة وفسحة للتعبير وأملا في خلق المساحات اللازمة لتحرك الشابات أينما كانت في عراق اخضر يزهو بالأفكار وبتطلعات شبابه وشاباته! الذين ستبقى افكارهم وتزهر خيرا ومستقبلا رائعا، وماعلينا الا ان نساهم بذلك النجاح بالكلمة الطيبة إن لم يكن بالعمل.