الشعب السوري على طريق النصر رغم التهديدات الحربية الاستعمارية/صباح الموسوي

Fri, 30 Aug 2013 الساعة : 11:45

جاء احتلال العراق في 9 نيسان 2003 وإسقاط سلطة الدكتاتور صدام حسين المشبوهة ومحاولة تفكيكه الى امارات اقطاعية طائفية اثنية, خطوة مفصلية في تنفيذ المخطط الامبريالي الصهيوني الرجعي القاضي بتفتيت الدول العربية على اساس طائفي وعرقي, وتحويل الكيان الصهيوني الى دولة يهودية حاكمة لهذه الامارات. ولم يكن في حسبان المحتل الامريكي المقاومة الشعبية العراقية السياسية والمسلحة التي تصدت للمحتل واذنابه, واجبرته بعد تكبد الخسائر البشرية والمالية الهائلة على مغادرة بلاد الرافدين في 31/12/2011, مستبقياً الشركات الامنية والسفارة والقنصليات و"اتفاق المصالح الاستراتيجية" في محاولة يائسة للحفاظ على دور في العراق.

تتصاعد اليوم, وبعد عقد على احتلال العراق واكثرمن عامين ونصف على انطلاقة الانتفاضة الشعبية السلمية السورية, التي تحولت الى حرب شوارع بفعل عنف النظام في مواجهة المنتفضين السلميين وتحولها الى انتفاضة مسلحة من جهة, و مصادرة هذه الانتفاضة السلمية على يد القوى الارهابية الصهيونية المدعومة والممولة من قبل آل سعود وآل حمد وتركيا اردوغان من جهة أخرى.تتصاعد التهديدات الامريكية ومحور الشر الدولي بضرب سوريا وشعبها وتدمير البنية التحتية والعسكرية,وصولاً للهدف الاساس توجيه ضربة قاضية موهومة للمقاومة العربية بعد ان عجز الكيان الصهيوني على مواجهتها منفرداَ.

ورغم الفارق في طبيعة النظامين العراقي الساقط بالاحتلال والسوري المهدد بالاسقاط بعملية عسكرية توفر للقوى الظلامية المسلحة فرصة استلام الحكم, الفارق الجوهري المتمثل بعمالة نظام صدام حسين للامبريالية الامريكية المنتهية صلاحيته في خدمتها, والطبيعة الوطنية والقومية للنظام السوري المساند الرئيسي للمقاومة العربية, فإن النظامين يتشابهان في النهج الاستبدادي ضد الحريات العامة وحقوق الانسان, وإن اختلفت درجات واساليب القمع ضد القوى اليسارية والوطنية الديمقراطية في البلدين. مما وفر في الحالتين الحجة للولايات المتحدة وحلفائها من الاستعماريين الجدد للمتاجرة بقضية حقوق الانسان العراقي والسوري المهدورة فعلاً, ومن ثم استغلال الصراعات العسكرية ( الحروب الداخلية والخارجية في حالة النظام العراقي والحرب الداخلية في حالة النظام السوري) لافتعال مسألة اسلحة الدمار الشامل بالنسبة للعراق والاسلحة الكيمائية في حالة النظام السوري الراهنة, لتستخدمها مبرراً في شن الحرب على العراق والتهديد بضرب سوريا اليوم.

إذن, فأننا نعي جيداً الطبيعة الوحشية للامبريالية العالمية, ولذلك لا نردد ما يردده الانتهازيون عن " المؤامرة " فهو قول حق يراد به باطل, لأن المؤامرات الامبريالية الصهيونية الرجعية لم تتوقف يوماً ما وسوف لن تتوقف, وكان المطلوب هو توقف استبداد وعنف الانظمة العربية ضد الشعوب العربية, وما انفجار الغضب الشعبي العربي واشعال الشعوب العربية للثورات الشعبية العربية الا نتيجة طبيعية لهذا الاستبداد, وللخلاص من هذه الانظمة التابعة الاستبدادية, ورغم الطبيعة الوطنية والقومية للنظام السوري على صعيد السياسة الخارجية, فأنه لم يختلف قط عن بقية الانظمة التابعة على صعيد الداخلي, فهو نظام قمعي بأمتياز.وعليه فإن المسئول الأول عما يجري في سوريا اليوم هو النظام السوري الذي حرم الشعب من حقه في الحياة الحرة والكريمة والذي اعتمد نهج الحزب القائد وتهجين بعض القوى السياسية في اطار تحالف شكلي ذيلي يطلق عليه تسمية الجبهة الوطنية والقومية التقدمية, ومواجهة القوى اليسارية والوطنية الديمقراطية الرافضة لسياسة الاقصاء والاحتواء بالقمع والسجون...في تكرار مأسوي للنهج الناصري الذي ادى الى هزيمة 5 حزيران 1967..وتتحمل القوى الظلامية الارهابية الصهيونية والشخصيات المعارضة المتصهينة هي الأخرى المسؤولية عن تدمير الحراك الشعبي السلمي ومطاليبه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة وحرفه عن اهدافه الطبقية والوطنية بأتجاه صراع مسلح في خدمة الإمبريالية ووكلائها الإقليميين.

ان موقف المعارضة الوطنية السورية ومنذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية السورية, الداعي الى ملاقاة مطاليب الجماهير الكادحة, والتحرر من نظام الحزب القائد وجبهته الصورية, والانتقال الديمقراطي السلمي من سوريا بنظامها الراهن الى سوريا الجديدة, سوريا المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية, سورية النظام التقدمي الديمقراطي, سوريا العدالة الاجتماعية, سوريا التغيير والتحرير. يمثل هذا الموقف الخيار الوطني التحرري, الذي يحظى بتاييد القاعدة الاجتماعية والسياسية العريضة في المجتمع والدولة, يمثل الخيار الانقاذي الوحيد, انه الخيار المنتصر في سورية لا محال. فالشعب السوري الشقيق بتأريخه الوطني المشهود قادرعلى انقاذ سوريا من مصير مشابه للمصير العراقي او الليبي .

*منسق التيار اليساري الوطني العراقي
عضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك

Share |