سوريا الى أين/صبيح الكعبي
Fri, 30 Aug 2013 الساعة : 10:50

لحظات حرجة وساعات ثقيلة واجراس تدق معلنة بداية لشيء متوقع تجري احداثه على وطن طالما قدم الكثير وصارع المحتل واوى الفارين من ظلم الطواغيت وسياط العذاب
وامتهان الكرامة واحرار المعتقد والتمسك بالمبادىء لانها من اخلاقه وسجاياه و ملاذا
في ساعات شدة للكثير من لهيب نار او ظلمات سجون او اقبية الحرية ,تسارع الاحداث وانفلات الامور واختلاف المصالح اريد لها ان تكون مثلما مرسوم لها,
بعدما تشكلت الخلايا للجيش الحر لمعاناة معيشة وامتهان كرامة و سياسة رعناء و اجندة
خارجية اصابت الكثير من البلدان العربية بتغيير مفاجىء وانقلاب لمفاهيم نتيجة لظروف
تمر بها ومعاناة شعب يعيش في جحيمها , ومع تصاعد الاحداث واعمال العنف واقتتال
طائفي جعل من الساحة السورية نهر لدم عبيط ونزيف مستمرلايتوقف ان تدخل دول اقليمية
وعربية في االصراع الدائر في الساحة السورية لتغذية الصراع تحت مسميات عديدة غايتها اسقاط نظام الحكم وتوسيع حلقات الخلاف وشجع تجار الحروب ان يكونوا لاعبين مؤثرين
في القرار والاقتتال
الاان الرد كان قويا من قبل الجيش السوري ومن يعاضده من منظمات ومتطوعين عرب قدموا الكثير من الشهداء على مذابح الحرية للدفاع عن سوريا وارضها ومراقدها الشريفة
وقد ادى هذا الاقتتال الذي راح ضحيته بما يقارب (100) مائة الف قتيل وجرحى ,
وفرار الكثير من الشعب السوري للدول المجاورة مثل الاردن ولبنان وتركيا والعراق ودول العالم الاخرى بلغ (9/1) مليون نسمه مما اثقل كاهل هذه
هذه الدول من حيث :-
- الجانب أنساني
- جانب امني
- جانب اقتصادي
- جانب اجتماعي
- جانب ثقافي
و شكل معوقا اخر علىيها استطاعت المنظمات الانسانية والامم المتحدة ان تتدخل لبناء المخيمات وتوفير الحاجيات واحتضان الهاربين وفرض القيود على الوافدين
من لهيب المعارك وضراوة القتال,
الواضح ان الحرب الطائفية في سوريا اصبحت صراعا اقليميا فتسارع الاحداث فيه كالتفجيرات وعمليات الاغتيال في دمشق وحلب والعنف في لبنان كلها توحي بان حكومة
الاسد تواجه ابضا خصوما على حدودها مثل العراق وافغانستان قبلها واحتمال كبير ان تكون ساحة سوريا تدريب لعهد جديد من الصراع الدولي حيث استعد المقاتلون لذلك وقد
دعت كل القيادات الجهاديه والاخوان المسلمون وبلسان الظواهري للتوجه والقتال لجانب
اخوانهم المقاتلين ضد الجيش السوري مما اعطى المشروعية لحركة الجهاد والنصرة في
ذلك وكذلك تعاطف المجتمع الدولي معهم للاساليب المستخدمة ضدهم من قبل القوات السورية كرد لما تفعله جبهة النصر ضد الشعب السوري وبخاصة اتباع المذهب
الشيعي من قتل وحرق وتهديم دور عبادة وتهديم قبور وسحل في الشوارع وتمثيل بالاجساد ونحر بالسكاكين , و بدأت المساعدات العسكرية تدخل ومعسكرات تدريب تقام لهم في الصحراء الغربية للعراق لاعداد المقاتلين ومدهم بالمتطوعين المدربين لجانب
جبهةالنصر ومن ثم اكتسبت الشرعية الدولية وصدور قرارات عديدة كلها تدين النظام
وعزله عربيا ودوليا باستثناء العراق الذي تحفظ على كل القرارات العربية والدولية
وايران وروسيا اللتان بقيتا على موقفهما الداعم للنظام السوري والوقوف بوجه الكثير من القرارات المجحفة التي اصدرها المجتمع الدولي ضد النظام السوري وكان دورا كبيرا وفاعلا لروسيا
كونها احد الاعضاء في مجلس الامن ,وهذا الوضع الذي تعيشه سوريا الان اضفى بظلاله على الاوضاع الانسانية فيها ومايعانيه اللاجئون السوريون من اوضاع
انسانية رديئة ومخزية وخاصة مايحدث في مخيم الزعتري في الاردن من
تجاوز وجرائم وانتهاك حرمات على النساء والبنات وكذلك الشباب بعمر 15 – 16
عام واستغلالهم للقتال مع اقاربهم وشظف العيش والعوز دليل واضح على مانقول وقلة المساعدات الدولية للدول التي آوت الكثير منهم عوامل جعلت من النسيج الشعبي السوري
مثالا للتشرذم والتفكك وبيع الضمير والمهانه
أن سعي المجتمع الدولي لعقد الكثير من المؤتمرات للملمت الجرح وبناء الجدار واحكام السقف للبيت السوري كلها بائت
بالفشل لان المخطط اكبر مما نتصور بقيادة دول اقليمية ودعم عالمي وادوات مأجوره
كلها تريد لهذا البلد ان يتشرذم ويتفكك ويعيش حالة من الصراعات والتناحر الطائفي التي لانهاية لها ومحرقة لايمكن اطفائها وقودها الناس والحجارة والقيم الرصينة والدين الحنيف
مستفيدة منها اسرائيل بالدرجة الاولى والمتطرفين من المتدينين لاعادة خريطة الماضي
لما بعد الاسلام , لاننكر حق الشعوب بالعيش الكريم وتقرير المصير والعدالة في
الحكم والاحتكام للقانون والعقل والابتعاد عن التطرف والتفرد سواءا في الحكم او الدين
واتباع طريق الوسط ليكون منفذا وسبيلا لحياة حرة كريمة ينصف فيها المظلوم ويشبع
فيها الجائع ويكسى فيها العريان , ضمان اكيد لاستقرار البلد وكرامة اهله وعدم تدخل
الاجنبي بقراره ,ومافعلته اليد الخبيثة في تلويث سمعة النظام من خلال افتعال ضربة كيمياوية مدعية انها من فعل الجيش السوري الذي اثبتت الصور ومواقع اليوتيوب انها من من فعل الجيش الحر او النصرة الادليل اخر على اجبار سوريا للركوع والخضوع لشروطهم والامتثال لاءوامرهم, وها نحن نعيش لحظات تعيسة خوفا من الضربات الامريكية المحتملة بعد ان وجدت لها الذريعة القانونية لتهديدها
بها مدعية انها تأديبية ولاتريد اسقاط الحكم , الا انها ستكون ان حدثت تقويض للنظام ودعم لجبهة النصر و ستأكل الغث والسمين من ابناء الشعب السوري
المظلوم في وضعه النفسي وبناه التحتية و عامل اجبار للقبول بالتفاوض من موقع
الضعف للتوقيع على شروط مجحفة بحق سوريا والعروبة لانها ستعطي الملاذ الامن
في بعض مناطق سوريا لجبهة النصر وان غدا لناظره قريب , نؤكد على مبدأ تحكيم
العقل والعمل الدبلوماسي والدعم العالمي والعربي افضل بكثير من ان يركب القائد راسه
ويخسر الكثير من محيطه ودائرة علاقاته , كما فعلها من قبله صدام وماحل بالبلد من دمار لاتمحى اثاره او تدفن مآسيه وتنسى صور الرعب والمهانة والذل التي نعيش فيها
وطعمها لايغادر للسان .
نتمنى لسوريا ان لاتكون ضحية تهور او مشروع للتقسيم , و ان ترجع لسابق
عهدها آمنة مطمأنة وملاذا لكل الخيرين و لاتحشر نفسها بصراعات اقليمية هي ابعد ماتكون عليه وان تقف لجانب الحق والاخوة العربية والاسلامية والانسانية جمعاء , وما
وما مر به العراق عن طريقها كفيل بان يكون درسا لايمكن ان ينساه الشرفاء والوطنيون في بقاع العالم .الاان قلوبنا بيضاء وصدورنا مفتوحة وايادينا ممدودة لفعل الخير والتسامح
الكاتب والاعلامي
صبيح الكعبي