الثقافة العراقية وضرورة تحديد مساراتها/صبيح الكعبي
Thu, 29 Aug 2013 الساعة : 0:00

ان الاحداث تتسارع والسنوات العجاف تمر ببطء كعادة الايام الحزينة التي تكون دقائقها ساعات وساعتها ايام وايامها سنوات عكس لحظات المرح التي ينطفىء بريقها بسرعة البرق وتطوي ايامها الظلمة التي لا
تحصي ذكرياتها الجميلة و حال الزمان , لذلك اذكر بهذه الاشارة أننا لم نعي حجم انفسنا وفعل تاثيرنا
ونوع عملنا وخط شروعنا ونجاح عملنا وعمق تجربتنا وومنجزات سيرنا بهذه السنوات السريعة التي مرت
بايقاع بطيء على مسيرة التغيير الذي حدث في بلدنا .بعد عام 2003
وكمؤشر سلبي مع الاسف على السير الذي نندفع به نحو مستقبل لانعرف ماهيته ولا اخبرنا عن
مايضمر لنا من تعاسة تخيم او فرح يسعد , والاهمية الثقافة في حياتنا لما فيها من ابداع ورقي وتطور
وانجازات يعجز القلم عن تدونها في طيات سجلاته وصحائف كتبه لاصبح من العسير احصائها او مكنونات
خزائنها ونعرف اهميتها في حياتنا اليومية لتنظيم المجتمع وعلو شأنه, لوجدنا انفسنا في بحر لجي ليس له اول ولااخر , وهي علم غاصت في بحوره العقول وتحيرت في وصفه الالباب وعجزت عن
ادراكه المفاهيم لايمكن حده بحد ولابطوله مد ولالامواجه قياس , بحر زاخر بكل مالذ وطاب من فاكهة ادب
وريشة فنان ولحن جميل وصوت حنين وابداع نحات وشخصية ممثل وقلم كاتب وشعر عارف وعقلية
مفكر ومبدع, لايمكن ان اجملها بهذه الوريقة الصغيرة لاننا لانمتلك الابعاد التي بالامكان معرفة سجاياها ,
وقد أحكمت الثقافة بمفاهيم واعراف بمتمرسين للغور فيها( فلا كل من ركب الفرس خيال) ابدا ان فعلهم معروف
ووعيهم مفهوم وادراكهم للامور لايمكن الوصول اليه الابجهد جهيد , وقد كانت تدار في النظام السابق بعقلية
الشمولية والدكتاتورية والتفرد والعنجهية والفارس والقائد والملهم وكلها تطبل للشخصية القيادية بحيث جندت له لالغيره , وبقيت حالة ثقافتنا على ماهو عليه بمكيال واحد وجهة واحدة ومفاهيم احادية دون ان نلتفت لما آل
اليه البلد من تعددية وديمقراطية وحرية الكلام , والمستغرب له ان طيلة السنوات الماضية التي قاربت على عقد من الزمن بقيت كما هي عليه ولم يطرأ عليها تغيير سوى كثرة الصحف والمواقع الالكترونية والتي تعتمد في ديمومتها وتواصل اصدارها على اصحابها دون مساعدة تذكر ,لذلك اصبح لزاما على اصحاب القراروالمهتمين بالشأن الثقافي ان يعاد النظر بمنهاجهم الثقافي وتحديد مسارات عملهم ومنهاج برامجهم لانها من الضروريات في التقدم المنشود لهذه المؤسسة المهمة في تفكير الانسان وتطور عقليته ويشمل كل مساحات البلد واطياف شعبه
وتوجهات فكره ببحره الكبيرو مائه العميق وبناؤه الثر في عطائه وانتاجه ويبدع الجميع من خلال :-
1- ورش ثقافية للنقاش باسلوب الحوار واحترام الرأي والراي الاخر تهتم بالحوار البناء لتطوير الثقافة ..
2- اقامة الندوات الجماهيرية للتثقيف بهذه الامور ومشاركة اكبر عدد من المتحدثين لتنوع العطاء واستيعاب الافكار ودراسة المقترحات التي من شأنها ان تطور الثقافة بهذا السلوك .
3- مساعدة المثقفين والكتاب والشرائح الاخرى لاخذ دورهم بالابداع والعمل الجماعي لبناء ثقافة البلد وتطوير بناه ولكافة الشرائح والقوميات والاديان لاشاعة قيم ومفاهيم
جديده ترتقي لما نراه من خيرفي مستقبل البلد وتعميق مبدىء الثقافة للجميع
4- اصلاح البنى التحتيه لابنية الثقافة من مسارح وسينما ومراكز ثقافية وقاعات عروض ليشارك الجميع فيها وكل على هواه بضوابط اخلاقية وقانونية بعيدا عن الاسفاف
والتهميش والاقصاء .
5- الاهتمام بكليات ومعاهد الفنون والمكتبات ورفدها بالحديث ليتسنى للجمهور الاطلاع عليها والاستفادة منها لتطوير قابلياتهم الفكرية والذهنية.
6- سن القوانين والتشريعات التي تحصن الجيل من الانغماس وراء الفنون الرخيصة والمبتذلة وحماية الموروث .
7- الاسراع باعمار دار الجماهير للطباعة والنشر الكائنة في باب المعظم لما لها اهمية في تطوير الثقافة في الطبع والابداع بعد ان عبثت بها يد الخراب وسرقة محتوياتها وبيعت
بثمن بخس .
الكاتب والاعلامي صبيح الكعبي