العراقيون يرفضون تقاعد البرلمان/طاهر مسلم البكاء
Wed, 28 Aug 2013 الساعة : 1:07

قد يولي قادة البلاد الأهمية المناسبة أو لايهتمون اطلاقا ً لما يحدث في يوم 31/ 8 ،ولكنه على أي حال سيكون الشرارة التي قد لاتنطفئ أو ليس من السهولة اطفائها ، ان من أختار الموضوع كان بحق حاذق في محاولة إيقاظ شعب نائم ،أو مستسلم لنصيبه وما كتبه عليه القدر ،فمن الدكتاتورية الى الحروب الكبرى التي خربت كل شئ في البلاد الى الحصار اللا أنساني الذي فرض على جميع أطياف الشعب ولم تتأثر به القيادة آنذاك ،ثم حرب تدميرية أخرى اتت على الأخضر واليابس ، ثم الأحتلال الأمريكي للعراق وما تلاه من ديمقراطية هزيلة ،لم يجني منها شعب العراق بقدر ما أوجدت شرائح باذخة أثرت من أموال الشعب الذي يعيش بعضه وسط القمامة وتعمل الأطفال فيه لأعالة عوائل فقدت معيلها في أحداث الأرهاب والعنف المستمر .
لقطة من داخل البرلمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الأثنين 26 /8 /2013 وفي جلسة من جلسات البرلمان القليلة ،ورغم ما يتعرض له شعب العراق من ويلات وارهاب وعنف وتهديد لمستقبل وحدته وتكاتف ابناءه ،وبدلا ً من ان يبدأ ممثلوا الشعب في تناول حوادث موت وأصابة العراقيين يوميا ً بالمئات، والبحث عن حل يعيد الأمن والأمان الى بيوت واسواق العراقيين وملاعب ومدارس اطفالهم ، نجد ان من يمثلون برلمان العراق يتبادلون السباب والشتائم والعراك بأستخدام الأيدي والأرجل ويطرح بعضهم البعض ارضا ً وينسحب الأمر والشقاق على الكتل وينسحب البعض منها وتتهم رئاسة البرلمان و..والى ما ذلك من أمور تحمل العجب العجاب .
كيف يمكن للعراقي بعد ذلك ان يثق بمثل هذا البرلمان الذي يتقاضى افراده اموالا ً ضخمة من الميزانية العراقية ،سواء الموجودون الذين اشتركوا بالعراك ام اولئك الذين احيلوا على التقاعد ، وهل يشعر بالأطمئنان ان حكومة سليمة وقوية قادرة على مقارعة وحش الأرهاب الذي يتهدده ويقف حائلا ً بينه وبين ممارسة حقه في الحياة الآمنة الكريمة
اين يكمن الخطأ
ــــــــــــــــــ
ان على العراقي ان يفكر بروية وتأني ، الم يكن هو مشترك رئيس بهذه الأخطاء الفادحة ، صحيح أنه لم يختر النظام الديمقراطي الذي قولب بالشكل الذي يظهر ان الديمقراطية تزهر في العراق ، ولكن كان له فيها مجال اختيار واسع ،وقد توفرت له فرصة انتقاء العناصر المناسبة لقياد البلاد وتولي المسؤولية ،فهل نجح العراقي سواء أكان في الجنوب أو في الشمال وسواء اكان محسوب على الطائفة الفلانية او العلانية ؟
ان نتائج الواقع الملموس تقول ان العراقيين لم يوفقوا في هذا المجال بسبب من عدم استتباب الأمان في بلادهم ، وبسبب تهديد وحدتهم الداخلية ،وبسبب استمرارهم بالعوز والفاقة والحرمان ، ومقابل ذلك كانوا ينظرون الى ممثليهم الذين رفعوهم الى هذه المناصب وقد أثروا ثراءا ً فاحشا ً وأخذوا يركبون السيارات الفارهة المظللة لكي لايراهم الشعب ويستأثرون بالأمتيازات التي لاينالها أحد من عامة الناس والأهم انهم ينسون المسؤولية الملقات على عاتقهم تجاه الناس وينشغلون في المصالح الشخصية التي يجلبها الثراء المفاجئ الفاحش .
الدعوة لألغاء الرواتب التقاعدية لماذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان مفهوم الراتب التقاعدي في كل أعراف العالم هو مكافئة للعامل في أي قطاع كان بعد ان يفني العمر في الخدمة ويصبح غير قادر على العمل ،ويحدد بسن معين أوبخدمة طويلة أوبكليهما معا ً وهو في العراق لايقل عن عمر ثلاث وستون سنه أو خدمة لاتقل عن ثلاثين سنة ،ولكننا نجد السادة البرلمانيين الرواد قد أفتوا لأنفسهم بخدمة تقاعدية بعد أربعة سنوات فقط وبعضهم لايكمل السنة أو سنتين ويستحق التقاعد حسب تشريعهم، الذي يخصهم وحدهم ولا ينطبق على أطياف الشعب الأخرى ، أي أن المثل العراقي الذي يقول حاميه حراميه يوضح ببساطة ما حدث ومستمر بالحدوث،ولم يعترض من جاء من البرلمانيين بعد ذلك بل رحبوا بهذه الثروة التي سقطت من السماء ولا معترض عليها ، وهل هناك بشر يرفض الثروة والمال ؟
قبل 31/8 يجب ان يتخذ موقف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ان انتبه العراقيون الى ان ميزانية العراق سوف لن تكفي رواتب البرلمان التي ستتضاعف بشكل تراكمي مع السنين ، حيث سيكون لدينا كل اربعة سنوات جيل جديد من المتقاعدين برواتب باهضة ، ابتدأت المطالبات بألغاء هذه الرواتب وبدانا نسمع ان الشعب قد وضع تأريخا وموعدا ً لأيقاف هذه الظاهرة الغير صحيحة والغير مقبولة ، فهل ينتبه السياسيون ومن يهمهم الأمر الى ان الموضوع قد يكون جديا ً وان تقاعد البرلمان قد يكون سببا ًلبزوغ شعاع شمس ربيع العراق الجديد .