قد لايكون مناسبا للوهلة الاولى اعتبار التكفير مذهبا بلا دين ، الا ان الامر ينجلي عندما نثبت وبالدليل القاطع بان اقل مايقال عنه ،انه ثلمة في الاسلام وهو شرخ في جسد الامة و ابتكار جديد لاناس غرباء الاطوار من شذاذ الافاق ، ممن لادين لهم والذين سنحت لهم الفرصة بالظهور خلسة في ظروف بائسة وغامضة.
لقد بزغ فجر الاسلام في جزيرة العرب لتنتقل من غياهب الجهل والكفروالتخلف الى مباديء الفضيلة والعلم والايمان على يد الرسول العربي الامي محمد (ص)، فأصبحت تعاليم القران الكريم منهلا يستقون منه فخرهم وعزهم وشرفهم بعد ان كانت العصبية القبلية هي السائدة انذاك ،وهكذا كان العرب اعزة بالقران يتشرفون بنشر مباديء الدين الجديد القائم على التسامح والمحبة والايمان بين شعوب المعمورة بعد ان كانوا يعيشون في مجاهل الصحراء ، ولنا ان نستشهد بقول فاطمة الزهراء (ع) الذي تصف فيه العرب واخلاقهم بقولها:-(وكنتم على شفا حفرة من النار ، نهزة الطامع ومذقة الشارب، وقبسة العجلان ، وموطيء الاقدام ، تشربون الطرق ، وتقتاتون القد ، اذلة خاسئين، حتى استنقذكم الله ورسوله).
لقد كنا نعتقد بان مثل هذه الامور قد عفى عليها الزمن لاننا في ظروف تختلف جذريا عما كان يعيشه العرب انذاك ، فقد تطورت الحياة ووسائل العيش واصبح العالم كالقرية الصغيرة كما يقال، الا انه يبدو بان اعتقادنا كان خاطئا ،فقد ظهر للعيان بان هذا الزمن هو زمن التخلف والجهل والغباءبعينه ، والا بماذا نفسر تكفير البعض لطائفة من المسلمين واعتبارها خارجة عن ملة الاسلام لالشيء الا لكونها لاتاخذ براي سيدهم وامامهم وشيخهم المبجل ولذا فهم رافضة ، ولهذا شرعوا لانفسهم قتل هؤلاء المسلمين وذبح اطفالهم ونسائهم وتشريدهم في الافاق.
ان ادعاء هذه الشرذمة المسماة ب((الوهابية)) بان المسلمين الشيعة من اتباع اهل البيت (ع) هم من الكفارلااساس له من الصحة اطلاقا وفيه الكثير من التجني على هذه الطائفة الكريمة ، فالشيعة يشهدوا الشهادتين ويصومواويحجوا ويزكوا ويصلوا الصلوات الخمس والكعبة قبلتهم والقران كتابهم والاسلام دينهم فكيف يسوغ لهؤلاء تكفيرهم بحجة انهم روافض ( اي انهم يرفضون الخليفتين عمر وابو بكر حسب مايدعون ) وهو وان لم يكن حقيقة فان حكمه لايصل الى حد الكفر ابدا بل ان تكفير هؤلاء هو الجهل بعينه ليس الا، ان هذا سيكون مدعاة للسخرية والتندرلعقول خرفة لا ترقى الى ابسط مستويات العلم بالفقه والاصول والاسلام الحقيقي لانها لاتميز بين الحلال والحرام والحق والباطل، فالشيعة يحترمون الخلفاء الاربعة معا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ولم يرفضوهم ولادليل على ذلك ابداوالقول به مجرد هراء.
ان السؤال المطروح امام الوهابية واذنابهم هو :- كيف يجوز لكم ذبح المسلمين الشيعة بحجة انهم يرفضون ابي بكر وعمر ؟ثم ماهو حكم من رفض ولعن الخليفة علي بن ابي طالب برايكم !! ايقتل كذلك؟ وكان معاوية واتباعه ممن يسبوا ويلعنوا عليا لاكثر من ستين عاما؟
اننا نتسائل وسؤلنا موجه الى علماء المذاهب الاربعة لاخواننا السنة واعني بهم الحنفية والحنابلة والمالكية والشافعية ، لماذا هذا السكوت عن افعال هؤلاء الوهابية الذين يقتلون الناس على التهمة والضنه ؟ لماذا لاتستنكروا افعالهم القبيحة ؟ هل انكم راضون بجرائم هؤلاء ؟ هل يروق لكم قتل النفس البريئة ؟ هل توافقون على تفجير المساجد والحسينيات ؟ هل توافقون على تفجير البيوت والشوارع والمدارس ؟ اليس التكفير مذهب من لادين له؟ التكفير مذهب من لادين له؟