الأهم اولاً /عبد الستار الاسماعيلي
Tue, 27 Aug 2013 الساعة : 23:59

من أهم متطلبات العمل في شتى شؤون الحياة معرفة الأهم والمهم سواء في حياتنا كأفراد أم في برامج ادارة الدولة . ولكي ننطلق في رسم خطط عمليه منتجه لابد أن نبدأ من فرز الأولويات وتحديد المسارات , من خلال عقل يميز بين ما هو موضع حاجه ملحه وبين ما يمكن تأجيله لوقت آخر . كفاءة المسؤول تكمن هنا , في التخطيط السليم واستخدام الموارد المتاحه ضمن أولويات تراعي جمله أمور من بينها صلة ما مطلوب انجازه بواقع الحياة اليوميه , والظروف المناسبه .
في كثير من مفاصل عمل مؤسساتنا الحكوميه نشهد غياب واضح لموضوع الأهم والمهم مما يعني استهلاك موارد , وتبديد طاقات , واضاعة وقت , في أعمال ومشاريع ليس لها اهميه كبيره على حساب حاجات حقيقيه تمس الحياة الاجتماعيه بشكل مباشر .. ولو بحثنا عن ذلك لوقفنا على امثله لاحصر لها .
لدينا جوانب تحتل اهميه اكبر من غيرها .
-الكهرباء أهم وتمثل اولويه فوق الأولويات .
-البطاقة التموينية لها اهميه قصوى في حياة الناس .
-أيجاد فرص عمل للعاطلين غير قابل للتأجيل .
-تأمين الرعايه الصحيه وتوفير الدواء اولويه.
ومن يريد ان يبحث عن الأولويات بجديه لايجد صعوبه لأنها مطالب دائميه لمختلف شرائح المجتمع .
اغفال الأهم والمهم يعني العمل بعشوائيه ينتج عنها ايجاد ظروف تخلق اوضاعاً تشعر ابناء المجتمع بأنهم خارج اهتمام المسؤولين .
الأمر الذي يؤدي الى ما نشهده احياناً من مختلف وسائل الاعلام من صيحات شعبيه تطالب بأستحقاقاتها من الخدمات ورفع مستوى المعيشه .
كثير من الأموال اهدرت وتهدر على تلوين الارصفه وإقامة المتنزهات الشكليه وبناء البوابات في مداخل المدن وغير ذلك من الاعمال الثانويه .
لو راجعنا الموازنه الماليه لكل عام واطلعنا على ابواب الصرف ,لوقفنا على أموال تصرف على جوانب ثانويه بالامكان توفيرها الى حاجات اهم .
كنا أيام زمان نستخدم في مخاطباتنا الرسميه ورق الرايز والكاربون , والكتابه اليدويه , وكان أثاث دوائرنا بسيطاً يبقى ردحاً من الزمن , نرسله الى التصليح كلما لزم الأمر , لم تكن هناك حاسبات ولاطابعات ليزريه ولا أجهزة استنساخ . وكانت الأمور تجري بترتيب ونظام رغم بساطة الأدوات .
اليوم دوائرنا تغص بقطع الأثاث والحاسبات ومختلف الاجهزه ومع ذلك فأن الصرف على شراء هذه الاجهزه يجري كل عام مع افتتاح موازنة كل سنه ماليه .
وضعنا الحالي بأولوياته يضعنا أمام المسؤوليه تجاه ابناء مجتمعنا .. علينا ان نتغاضى عن كل ما هو ثانوي لنوفر امكانيات وموارد لمتطلبات وحاجات أساسيه لها اثر كبير على اقتصادنا واستقرارنا السياسي .
آن الأوان لكي يفكر كل مسؤول بجديه , وذهنيه تنفتح على واقع المجتمع وحاجات الشعب , والعمل بخطوات مدروسه وسليمه .
, هناك ثغرات كثيره لابد ان تسد , وأخطاء يجب ان تصلح .
الأولويات واضحة , والاهم لابد ان يتقدم على المهم ،والله الموفق.