الولاية الثالثة بين الواقع والطموح/محمد الركابي
Tue, 27 Aug 2013 الساعة : 23:52

كلنا يتذكر المظاهرات التي انطلقت في 25 شباط 2011 ,والتي كانت متزامنه مع بداية الربيع العربي ,حيث طالبت باصلاح النظام ,وكان السيد المالكي اعلن بانه لاينوي الترشح لولاية ثالثة .
واليوم ماأن اقتربت الانتخابات ,حتى سمعنا بان المالكي ينوي الترشح وان الدستور لم يحدد سقفا لولاية رئيس الوزراء ,وأن القانون الذي اقره مجلس النواب بتحديد ولاية الرئاسات الثلاث ,الآن في المحكمة الاتحادية .والكل مترقب لقرار المحكمة هل ستنقضه ام لا؟
وبالفعل نقضته المحكمة الاتحادية .فهي معروفه بقراراتها واحكامها فهي مع السلطان جملة وتفصيلا ,ورئيسها معروف بميوله ,ودافع عن اجتثاثه المالكي دفاعا مستميتا .
الواقع الذي نعيشه اليوم في نهاية الدورة الثانية للمالكي مؤلم جدا, من جميع النواحي (الامنية والسياسية والاقتصادية والخدمية وغيرها). وللامانة لا يتحمل كل المجالات لانه دائما يردد الوزارات الخدمية, بيد التيار الصدري والعراقية, ولماذا لا يتحملون اعبائهم.
وهذا الكلام يحمل الكثير من الصحّة ,ولكن المالكي مسؤول عن اهم ملفين في البلد ,هما الامني والطاقة ,فالملف الامني بصفته القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية بالوكالة ,وبقة الوزارات الامنية يديرها هو ومستشاريه بالوكالة ايضا .
فالأمن متدهور جدا, ويوميا لدينا تفجيرات, وعادت المناطق الساخنة والقاعدة, تصول وتجول في الانبار وصلاح الدين والموصل .ففي تموز الماضي لدينا 1073 شهيد ,واكثر منهم جريح ,هذا العدد كبير والتدهور خطير ومشخصه اسبابه ,ولكن للاسف لاحلول .
فتغيير القادة الامنيين وحده لايكفي دون ملئ رأس الهرم بالاصالة لا بالوكالة ,ودون تغيير الخطط ايضا .
اما ملف الطاقة, فالمصيبة اعظم عندما يتكلم رئيس الوزراء, بان العقود التي وقعت هي عقود غبية !!! بعد سبع سنوات من حكمه ويلقي باللوم على الشهرستاني .
لقد صُرف على الكهرباء لحد الان اكثر من 37 مليار دولار ,ولنفترض ان نصفها او اكثر تشغيلية ,اولنفترض لدينا 17 مليار دولار,ومعروف معدل انتاج الــ(1000) ميكاواط ,هو مليار دولار.اذن يجب ان تنتج الوزارة بهذه الاموال (17) الف ميكاواط. عندها سيصبح مجموع الانتاج (21) الف ميكاواط مع ماكان يٌنتج قبل السقوط .
هذين الملفين اهم واخطر ملفين وبتماس مباشر بارواح الناس ورفاهيتهم ,وقد فشل بهما السيد المالكي فشلا كبيرا ,ناهيك عن امور كثيرة لامجال لذكرها.
ان الولاية الثالثة تأتي من انجازات كبيرة على الاقل في هذين الملفين .فاردوغان حقق الولاية الثالة بانقاذه تركيا من حافية الهاوية عندما وضعها على الطريق الصحيح فالصادرات قفزت من 30 مليار دولار الى 150 مليار دولار .والخدمات البلدية التي نجح فيها العدالة والتنمية نجاحا منقطع النظير .
وايضا لانعلم كم مقعد سيحصد دولة القانون فهو تراجع تراجعا كبيرا في مجالس المحافظات 2013 وخسر اكثر من مليون صوت .وخسر ايضا محافظات كثيرة ومهمة كالبصرة وبغداد بعد ان كان يملك ثمان محافظين .
ولاننسى العامل الدولي الذي له تأثير كبير على العراق فالاشارات القادمة من هناك تقف بالضد من رغبة السيد المالكي الذي كانت مؤيدة له في الولاية الثانية .
كل هذه المؤشرات الى الان منفردة ومجتمعة تقف بوجه طموح المالكي بالولاية الثالثة ,الا اذا ماحدثت تغيرات في المستقبل القريب تقلب الامور .