بعد استيراد الطرشي والبرَكان ..الممرضات الهنديات في الناصرية/حسين باجي الغزي

Tue, 27 Aug 2013 الساعة : 23:23

يتفق الكثير من المؤرخين ان كعيبة بنت سعد الاسلمية هي اول من امتهن التمريض من النساء في التاريخ الاسلامي فهذه المرأة اليثربية رافقت جيش المسلمين مع بعض النسوة وهن يحملن بعض جرارالماء عندما خرج لاول مرة لملاقاة جيش كفار قريش وعند التحام الجانبين في معركة بدر بادرت كعيبة لتضميد جراح المصابين واسعافهم والتخفيف من الامهم ساعدها في ذلك انها كانت متطلعة وبشكل بسيط على مهنة التمريض والعلاج الاولي . وهكذا اصبحت اول ملاك رحمة (ممرضة )في تاريخنا الاسلامي .
 
اليوم وبعد ان تعرضت   منظومة القيم والاخلاق  لمجتمعنا  واصبحت بعض المهن عار وشنار  استوردنا ، عمال للفنادق بنغالين واسيويين ، و ممرضات هنديات .
وتكمن  خطورة إستيراد ممرضات من الهند اننا نعمق الوعي القروي والريفي والمجتمعي القاصر لهذه المهنة المقدسة .بابعاد شا بتنا وشباننا  عن هذة الخدمة الانسانية النبيلة .
 
،، والا ماهو السر في ترك ثروة بشرية كبيرة داخل العراق وخارجه من الممرضات العراقيات ، والسماح للعراقية بمغادرة العراق ، واستيراد ممرضات من الهند وغيرها من الدول ؟.
وبعد عشر سنوات من الفساد والاخفاق ونهب المال العام ، تخرج علينا حكومتنا بخبر وصول ممرضات هنديات الى العراق ، هنا يكمن التساؤل :
ألم يكن في العراق ملايين الفتيات ممن يحملن شهادات تمريض ، أو من هن مؤهلات لدراسة هذا الاختصاص ، وبالتالي لايجلس ثلاثة أربع المجتمع العراقي في البيوت ، ونسبة النساء بسبب الحروب هي الاعلى مقارنة بالرجال ، لكن عقلية ان يكون للمرأة (  محرم ) السائدة لدى البعض  ، متناسين  ان المرأة العراقية أدت دور الرجل في العراق عقود من الزمن ، ولها الدور في تربية المجتمع الذي عجزت عنه  بعض الاحزاب والتوجهات المتطرفة والارث العشائري البالي ، التي  خربت المجتمع وقضت على عاداته وتقاليده .
كنا نتوقع من ( الحكومة ) أن تصدر بيانا او إعلانا في الصحف والتلفزة ، يشجع الكفاءات العراقية  على العودة ، وخصوصا في مجال الطب ، وبالأخص الممرضات ، ولدينا معلومات ان الكادر الطبي العراقي خارج العراق يكفي لدولة مثل العراق ، وكنا ايضا نتوقع من ( الحكومة ) أن تفتح دورات التمريض في العراق او ارسال من يدرس التمريض للخارج ،  حتى من الشباب لان التمريض لا يقتصر على النساء فقط ، لكننا تفاجأنا بهكذا  تصرف غير مسؤول ، وليس غريبا على من لا يكترث لهموم مواطنية  واهله أن يلجأ الى العمالة الرخيصة .
فمن يضمن ان الممرضات الهنديات من اهل الاختصاص ، ومن يضمن ان لا يموت العراقيون تحت ايدي ممرضات لا يفهمن لغة المواطن العراقي ، او في صابتهن بأمراض غريبه عن مجتمعنا  وبيئتنا .
امرا يدعو مؤسستنا الصحية لا عادة النظر وتشجيع العراقية للانخراط بمثل هذه المهن الشريفة .

Share |