المعطلون لقانون حماية الصحافيين-صلاح بصيص
Thu, 28 Jul 2011 الساعة : 22:52

تعريف الصحفي، هل هو المنتمي ام غير المنتمي الى نقابة الصحافيين العراقيين، اصبح عقبة تحول دون اقرار القانون والتصويت عليه من قبل مجلس النواب، وحقيقة الأمر هم بعض الزملاء غير المنتمين الى النقابة، وليس اعتراضا على ذات التعريف، وهؤلاء الزملاء لا يشتركون فقط في قضية تعطيل القانون، بل في التقاطع مع السيد مؤيد اللامي نقيب الصحافيين بصورة شخصية، وهو ما افرزته مرحلة الانتخابات الماضية للنقابة وما سبقها من خلافات واعتراضات، ويشتركون كذلك في اغلبهم بأنهم يملكون مساحات خصبة لنشر اعتراضاتهم، رغم قلتهم إلا ان منهم من يدير مؤسسة اعلامية كبيرة، ومنهم من يعمل في فضائية، ومنهم مسؤولو صفحات ثقافية وسياسية في صحف يومية، اما البقية الباقية من المتضامنين هم شعراء وادباء وفنانيين ومطربين...ولا اعلم هل اصبح اقرار قانون حماية الصحافيين مطلب نقابي مشترك؟ أي يتطلب التصويت عليه اخذ الموافقة من هؤلاء الثلة المتلونة ومصادرة الـ(14) الف صحفي الذين يترقبون اصدار القانون؟ ثم هل يجوز للصحافي التدخل في شأن من شؤون اتحاد الادباء او الفنانيين؟...
عندما سألت شخصا متضامنا مع الثلة المعرقلة لاقرار القانون، عن المانع الذي يحول دون انتمائه الى نقابة الصحافيين، قال لأن نقيبها مؤيد، قلت، ومن تلتف حوله، ما هي الضمانة التي تجعلنا مطمئنين انه سيكون افضل من مؤيد او على الاقل بنفس المستوى في حال تم انتخابه نقيبا، فاجابني في البداية نزيح مؤيد ومن ثم لكل حادث حديث، وهنا لي ان اسأل، لماذا نجرد الموضع عن محتواه ونلتفت الى خلافات شخصية، تصب بنهايتها في بوتقة الابتعاد عن اقرار مهم يحمي الصحافي ويصون كرامته ويضمن مستقبله؟ واعتقد ان الجواب على ذلك معروف، ففي حال اقرار هكذا قانون سيضاف الى سلسلة انجازات النقيب وهو ما يعكر صفو الثلة، ويزيد مساحة قبول مؤيد عند اغلبية الصحافيين، فقانون حماية الصحافيين، وتوزيع قطع الاراضي، والمكافآت التشجيعية والمنح، تعد ضربات قوية على الرأس، خصوصا ان ما يقابل هذه الانجازات كلام وتنظير من قبل اناس متعالين لم يقدموا الى الصحفي ما يذكر كمنجز...
الكل يرى في شخصه نقيبا، عندما شرعت في كتابة هذا المقال، قرأت الاسماء المعترضة، وجدت ان اربعين اسما أو اكثر بقليل يحق لهم الاعتراض لانهم صحافيون فعلا، ووجدت ان اغلبهم يطمح للقيادة سواء في العمل داخل المؤسسة التي يعمل فيها، او غيرها، واكثرهم ينظرون بعين السخرية والاستهزاء الى بقية الصحافيين، واي اسم يذكر لهم ينكرونه ولا يحترمونه ولا يروون سوى انفسهم، حتى استغربت من اسمين عملت معهم مدة طويلة لم يجمعهم شيء ابدا، سوى الخلاف مع نقيب الصحافيين...فضلا عن بعض المرشحين السابقين لرئاسة النقابة ممن لم تسعفهم خطبهم الرنانة وبعض التابعين لهم من الفوز بمنصب النقيب، فهم يعدون العدة لخوض تجربة اخرى ولكن هذه المرة مبكرة بعض الشيء...
إذن الخلاف في اغلبه شخصي، وحتى نصل الى تسوية علينا ان نطرح مشروعا يلتزم به الطرفين، النقابة متمثلة بنقيبها، والمعترضون ونعمل على اصدار استبيان، يوزع على جميع الصحافيين منتمي وغير منتمي الى النقابة ونلتزم بنتائج ذلك الاستبيان، كي يعرف كل شخص حجمه الحقيقي ولا يتجاوز على الاخر، وينحصر الاستبيان في موضوع الخلاف: هل تؤيد اقرار القانون بما هو، ام لا، الفقرة الثالثة لا تعليق...وانا على يقين ان جميع المعترضين لن يوافقوا على طرح مثل هكذا استبيان، لأنه سيأتي بالضد من تطلعاتهم وهو امر مفضوح وعمل في النور، ومع احترامي وتقديري فان المعطلين لا زالوا يمارسون عملهم في الخفاء، يجمعون تواقيع الفنانين والمطربين والشعراء، الذين هم بعيدون عن نقابة الصحافيين، وعلى الدولة الالتزام بهذا الاستبيان، ويكون الفرز بحضور حكومي متميز وباشراف مجلس القضاء الاعلى... ومردود عدم الموافقة على مثل هكذا استبيان هم الرؤوس الموغلة بالبعث الذين ترفعوا على جراح الشعب ومعاناته وهم اليوم يديرون هذا الصراع متعكزين على المناصب التي حصلوا عليها رغما عن انف الشعب العراقي... فكما تعلمون بأن هناك تفاوت في الانتماء لحزب البعث، كالدخول الى المستنقع القذر منهم من تلوثت قدميه، ومنهم ساقيه، ومنهم وصل به الارتماس حد الحاجبين ومنهم ادمن السباحة في المستنقعات، وهو الذي يتصدى اليوم لعرقلة قانون حماية الصحافيين...وهذا يكاد يكون مدركا، اما غير المدرك فان هناك ممن يتبعه صحافيون اصحاب مبدئ وشرفاء ولهم مع الظلم حكايات ابان فترة النظام المقبور، ربما غرر بهم كي يعرقلوا هكذا قانونا مهما تنتظره الثكالى والايتام من شهداء الكلمة الحرة، اصحاب المواقف النبية التي كلفتهم المهنة التضحية بارواحهم...
وعذرا إذا فهم من كلامي بإن جميع المعارضين لقانون حماية الصحافيين ينتمون للبعث، بل الرؤوس التي تحرك المعترضين وان صح التعبير (الرأس).
[email protected]