اللجريمه المتاسلمه/كاصد الاسدي

Mon, 26 Aug 2013 الساعة : 15:06

نعم، حقا وفعلا، انا ضد إلغاء رواتب وامتيازات ومخصصات وتقاعد البرلمان العراقي، والسبب لان هذا البرلمان حالة نادرة وفريدة قل نظيرها في العالم، ولابد من دراستها وتشريحها في اعرق الجامعات والمعاهد المهتمة بعلم الاجتماع والسياسة وتطور المجتمعات والنظريات السياسية، برلمان لم تنجب مثله سوح السياسات، ولم يتطرق اليه مُنظّرو الديمقراطية القدماء والمعاصرون، ولا حتى ارسطو طاليس وحكماء اليونان والاغريق، الذين ابتدعوا فكرة حكم الشعب بنفسه، واخترعوا كلمة البرلمان في سالف العصر والزمان، فهم لم يتبادر الى ذهنهم، انه سوف ياتي حين من الدهر على الانسان، يظهر فيه نواب في بلد اسمه العراق يتجاوزون كل القيم والمفاهيم السياسية، ويفوقون الخيال نفسه، بما يفعلونه وما لم ينجزونه وما ياخذونه.

فهذا البرلمان المحتوي على اشهر الارهابيين، وعتاة المجرمين والفاسدين والمزورين والنهابين والعاطلين عن العمل كل اشهر السنة، واغلب وقتهم حج وعمرة وايفادات وعطل رسمية وغير رسمية، ولم يداوم اغلب اعضائه، وعلى مدى عشر سنوات سوى ايام معدودات، ولم يتفقوا إلا على الامتيازات والمخصصات، وكما قال احد المواطنين عندما يتغيب اي موظف عن دوامه، فان عليه حساب وكتاب، ويجب ان ياخذ “زمنية” اذا كانت الاجازة قصيرة او لساعات، فما بال البرلمان العراقي في اجازة مفتوحة ودائمة، وحتى العضو الفاسد فيه (ولو ما شاء الله عليهم لا يتخيرون على بعضهم)، لو ثبت عليه الفساد والارهاب والتخابر لصالح دول اجنبية، او صدر عليه حكم قضائي، فانه يستمر هو وحمايته بتسلم الرواتب والامتيازات، هذا البرلمان دونا عن برلمانات العالم محكوم جملة وتفصيلا بالكتل التي تسيطر عليه، وليس بالضمير ومصلحة الشعب، وحاله يشبه عربة تجرها خيول باتجاهات مختلفة، اكيد لا تمشي ولا تنتج شيئا.
قبل فترة شاهدت احمد راضي على التلفزيون يقول، ان الراتب التقاعدي حق، وان حمايته ما زالت تتسلم الرواتب، ولا اعرف بأي حق او مسوّغ يحصل ذلك؟!.
هذا البرلمان الذي راح يدلل نفسه، ويخصص لاعضائه بايسكلات ليتريض بها النائب عندما يتعب من الراحة، او عندما ياتي تعبان من اجازاته الطويلة في بلده الاخر، يتجول فيها حول حدائق الخضراء، ليبدد ضجره من قلة العمل، كما خصص لنفسه رواتب ما انزل الله بها من سلطان، لا يوجد لها مثيل على وجه الارض، ولوريات لا اعرف ما الغرض منها، ربما ليستعدوا ان تحملهم وتلقيهم في اقرب مكب نفايات، عندما تحين ساعة الجد، ووقت الحساب العسير من الشعب، وضمن الرفاهيات الاخرى فقد خصص لنفسه اثاثا، ومسابح ديلوكس، واتصالات وملابس (وملابس اخرى)، الاولى افتمهمناها، ولكن الثانية مازالت عصية على الفهم، فلا نعرف ما المقصود بالملابس الاخرى؟.
كما خصص لنفسه نثريات جرائد وقرطاسية، كل واحد مليون ونصف مليون دينار شهريا. والانكى من ذلك هو تخصيص فقرة للتجميل والشفط واللفط.
والالطف من كل هذا وذاك، ان هذا البرلمان يخاف من الشعب، الذي من المفروض انه انتخبه، ما يدل على انهم قطعا ليسوا منتخبين، وانما معينون من جهات لها مصلحة في تخريب البلد.
وانه عرف بموعد تفجيره، فاحتاط لنفسه واتخذ اجراءات حماية اضافية، ولكنه لم يعرف ولم يهتم بمواعيد كل التفجيرات اليومية التي تقتل الارواح البريئة من الشعب البائس.
فهل خطر على بال فلاسفة الاغريق والرومان، ان الديمقراطية وحكم الشعب، سيأتيان بمثل هؤلاء الفاسدين، الذين لا يرعون ذمة ولا ضمير في اموال الناس والفقراء ليمثلوا حكم الشعب ظلما؟!.
هل رأى احدهم تلك المرأة التي تعيش في غرفة الصفيح بدون سقف هي وحفيديها اليتيمين؟, هل رأوا الناس التي تاكل من المزابل وتعيش عليها من شدة الفقر وكثرة الارامل والايتام والعجزة غير القادرين على العمل؟. فهل هنالك افسد من هكذا برلمان في العالم لم يقدم شيئا واحدا يذكره الشعب لهم؟، لا قانون يحمى اليتيم او يتكفل ارملة او شيخا عاجزا او معاقا او مريضا او متضررا من الارهاب؟.
ولا قانون يصب في رفاهية الشعب، وتحسين معيشته وامنه وخدماته من الماء والكهرباء والبنى التحتية. ما من شك ان هؤلاء هم المصيبة التي حطت على رؤوس العراقيين، جاءت بهم جهات مشبوهة، والدليل ان الوجوه نفسها تتكرر في كل الانتخابات برغم ترشيح غيرهم، ولكن نجدهم انفسهم يفوزون ويبقى الاخرون خارجا، برغم انهم لم ينجزوا شيئا يذكر اطلاقا للشعب، وان المفوضية التي تعلن النتائج جزئيا مرتبطة بجهات لها مصلحة في وجود هؤلاء الفسدة والمفسدين ليسكتوا على تخريب العراق، بل ويشاركوا في تدميره، وما هذه الرواتب الخرافية والامتيازات والمخصصات والمنافع الا ثمنا لذلك. ومع ذلك انا ما زلت ضد إلغاء رواتب هؤلاء، لأني قطعا مع إلغاء البرلمان كله، وحل هذه الحلقة الزائدة التي ارهقت ميزانية العراق وناسه دون ان يقدموا شيئا على الاطلاق، فهؤلاء وبدلا من ان يناقشوا قوانين مهمة ومؤثرة، راحوا يناقشون اتفاقية قاع المحيطات، ومنع التدخين، وبرشلونة وريال مدريد، فهل هنالك اسفاف وتفاهة اكثر من ذلك؟.
انا مع حل هذه الكتلة الكسولة الاكولة غير المنتجة، التي تستهلك جل ميزانية الدولة والشعب بلا هدف ولافائدة، ما فائدتهم سوى التناحر الذي ينعكس مفخخات على الشعب والعيش بترف باذخ على حساب اوجاع الشعب؟. الدجاجة ترقد على بيضها حتى يفقس، وهؤلاء جاثمون على صدر الشعب حتى يفطس. والمريض لديه وصفة من الطبيب توصيه بأكل المسلوق، وهؤلاء لديهم توصية بأن لا يأكلوا الا المسروق. وكل من يتصورة ان هؤلاء عديمي الاحساس والذمة والضمير سوف يتنازلون عن تقاعدهم، نقول له، كما قال عادل امام في العراف، اشرب ليمون بالنعناع لانك امام عملية نصب كبيرة

Share |