الدارمي وخصوصيته القديمة -احمد محسن السعداوي
Thu, 28 Jul 2011 الساعة : 22:48

ابيات الدارمي التي تضمنت دعاء العاشقين، كانت لا تخلو من قسوة وكأنها تدعو الله للانتقام من الآخر. اوعدت ان ابحث عن ابيات فيها شيء من الرقة لكن للأسف لم أجد منها الكثير
لم يكن من بين ما جمعته او سمعته وقرأته من دارميات فيها دعاء للحبيب أرق من تلك الحبيبة التي سألت ربها:
ربي استر اعله اهواي من ممشه الغروب
جاهل وخاف اعليه مادايس ادروب
الرقة في هذا البيت لا تمكن في مفرداته، فقط، بل ايضا في اختيار لحظة غروب الشمس التي تملأ أفئدة العراقيين خشوعا ورهبة وخوفا تمركز في اللاشعور الجمعي. ويعتقد ان هذه المشاعر توارثها العراقيون من اجدادهم السومريين الذين خصصوا إلها للغروب يلجؤون اليه لحمايتهم من وحشة المساء الذي يتبع مغيب الشمس. ويبدو ان هذا الإله، قد تحول فيما بعد الى “جني” في الاساطير الشعبية العراقية، وصار العراقيون يخافون منه على اولادهم من الخروج عند الغروب كي لا يدوسوا هذا “الجني” غفلة فيصيبهم الجنون.
وبعض يرى ان للغروب ملكا صالحا او سيدا يتوسل اليه العشاق بالدعاء خاصة الفتيات، وبالأخص التي تدعو ان تتزوج ممن تحب كهذه التي تقول:
جيتك دلع ونخاك يا سيد الغروب
تهديلي الشياب ترخيلي الگلوب
وتعني هنا ان حبيبها نوى ان يبعث “مشاية” ليخطبها وتخاف ان لا يقف “شياب” العشيرة حجر عثرة بوجه زواجها.
في هذا البيت اشارة لظاهرة كشف النساء صدورهن اثناء الدعاء والتي قد يرافقها حل الشعر او نشره احيانا. ظاهرة حاولت البحث عن جذورها او أسبابها فلم أفلح. لكنها على العموم طريقة تلوذ بها المرأة حين تصل بها حالة الانهزام او الضيق او الانكسار الى حد لا يطاق. فهذه العاشقة ارادت القول ان عذابها تصاعد وأوصلها حد “شگ الزيج”، فلاذت بالامام علي بن ابي طالب صارخة:
لحد يداحي الباب يل تحضر الضيج
وصلت تراهي اوياي حد شگة الزي
سلاح هدد به المطرب سعدي الحلي أم من يحب:
وتكشف صدرها امي كل يوم على امك تنخه ربها
رغم ان سعدي قد رحل ولم يخبرنا ان كان الله قد استجاب لدعاء امه ام لا، اتمنى على المختصين ان ينورونا حول سبب اعتقاد النساء ان دعاءهن سيستجاب اذا ترافق مع “شگ الزيج” وكشف الصدر أو حل الشعر