كثيرة هي الاعمال التي يفعلها الناس بين الخير والشر لتؤدي واجبا او تعطل عملا و محكومة بما تعطي عسلا كان أو علقما للاخرين ليكون وقعها في عنق فاعلها مرتبطة محسومة
بالامرين اعلاه . حقيقة الامر اننا تابعنا في شهررمضان الفضيل والمبارك
الكثير من المسلسلات التلفزيونيه المنوعة بين الانتاج العراقي والعربي وتفاعلنا معها
مرة لقضاء الوقت واخرى مع احداثها الدرامية ,وكانت بحق برامج غاية في الروعة بين
النصيحة والتذكير منها دينية واخرى للهو والتسلية والبعض الاخر خرج عن المالوف وابتعد عن المضمون وكاننا في صالة عرض فاضحة بين اجساد عارية ومناظر مخزية بعيدة عن الذوق والهدف الرشيد وكأنها مقصودة للايقاع بعقل وتفكير المشاهد لغرض اللهو والانس ولم يرعوا حرمة الشهر الكريم ,وكذلك عامل اخر شدنا للشاشة الفضية برامج منوعة اشتركت فيها
عدة فضائيات اغلبها عراقية هدفها ادخال السعادة والبهجة لنفوس الناس جمعت بين
تربوية واخرى مساعدات انسانية ومالية , ( حزورة بليره , وابو ياسين موناسين وفطوركم علينه
وخيرات رمضان) , فيها جانب انساني عظيم يدخل الفرحة والبهجة والسرور على شرائح كبيرة
من المجتمع تعاني ذلة الحياة وقساوة المعيشه وتعاسة الظروف ولم تمد لهم يد و ينظر لهم بنظرة عطف وموقف انساني عجزت عنها المرجعيات الدينية وامكانيات الدولة واهل الاموال والوجهاء واهل الخير والموسورين من طبقات المجتمع المختلفة ,وعتبنا على الفضائيات بالصورة المأساوية التي قدمت بها الناس في مذلة وانتقاص لكرامة الانسان
من خلال تقديم المبالغ المالية السخية وبناء الدور والاثاث وهي تظهر العوز وقصر اليد وحياة البؤس في صورتها الاولى ثم تقارن بين ماآلت اليه الحياة الجديدة التي اصبحوا عليها بعد ان مدت يد العون والمساعدة لهم وكيف انتقلت لمرحلة ثانية عجزت الدولة بامكانياتها على ان تأخذ
باياديهم في تقديم مايمكن تقديمه لهم لانتشالهم من الحالة الماساوية التي هم فيها لحياة اكثر رفاهية
وسعادة ونجزم انها ليست من الصعوبة الاستدلال عليهم ومعايشة ظروفهم لتحقيق ذلك من خلال حكوماتها المحلية ومنظمات المجتمع المدني ودوائر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية
المنتشرة في ارجاء المعمورة ,أن الدولة اولى برفع معاناتهم والوقوف على
احتياجاتهم وتحقيق الرفاهية والسعادة لهم , الغريب في الامر ان الاموال التي صرفت كبيرة
وهي ابعد من امكانية الانسان لتحقيق ذلك من حيث الاعمار والبناء والهدايا السخية بين المادية
والعينية تجعل اسئلة كثيرة تطرح في عقل وتفكير الانسان من اين لك ذلك ؟
ثم ان هذه العطايا والمنح بين راتب لمدد مختلفة شملت الكثير منهم ولم تحرك الدولة ساكنا
هل هي ذرات غبار في زمن عتمة ام بنية الخير, ان الهدف ابعد من ان نراه بالعيون المجردة
او نسمعه عن قرب , ومع ذلك لم تلتفت اجهزة الدولة المختلفة لهذه الاعمال الخيرية وهي منتشرة على ساحة العراق شمالا وجنوبا شرقا وغربا واختيار العينات بدقة عجزت الدولة على
احصائها ومعرفة اهدافها وسبل الوصول اليها فمن غير المعقول أن الدولة بهذه الامكانيات لم
تستطع ان تقدم مايقدموه وترفع هم من ملاءت عيونهم بالعوز ووصلت بهم الحال للاستجداء
بالغير لرفع الظلم عنهم وتقديم المساعدة لهم , لانملك الا الدعاء لمن قام بهذا العمل لمن يستحق
فعلا لذلك ونشد على ايدي الاخرين بالحذو حذوهم ومساعدة اخوانهم في تقاسم رغيف الخبز
مع بعضهم البعض لادخال السرور لقلوب أمتلاءت حزنا على فقر مدقع او شظف عيش وقصر
اليد وندعو اجهزة الدولة المختلفة ان تبحث عن هؤلاء المحتاجين وسياط الفقر تقرع ظهورهم
لاعلام الدولة بهم والاخذ بايديهم لما فيه حفظ كرامتهم والابقاء على ماء وجههم امام العوز وذل
الحاجة لانها المسؤولة عنهم امام الله وامام شعبهم .لتنقذهم مما هم فيه وتحمي عوائلهم من السقوط بمهاوي الردى جنبنا الله واياكم حفرها ومنزلقات سفوحها وحدة حافاتها .
(( وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله )) .
الكاتب والاعلامي صبيح الكعبي
ذرات غبار بنية الخير/صبيح الكعبي
Sat, 24 Aug 2013 الساعة : 0:46
