رد على ما نشره السيد سليم سالم العراقي/حسين فالح الدبوس

Wed, 21 Aug 2013 الساعة : 22:53

اننا نعلم ان عليا" خيرٌ من سقراط ؟! ذات يوم سألني احد أساتذتي في كلية القانون أذا كنت املك كتابا" عن حكم وأقوال الإمام علي ( ع) فأشرت له إن كتاب (علي صوت العدالة الإنسانة ) للكاتب جورج جرداق لعلك تجد فيه ضالتك التي تنشدها . ودار الحديث حول هذا الكتاب وعظيم ما احتواه من إنصاف للإمام علي (ع) ياتي من قبل رجل مسيحي كتب عن علي (ع) ما لم يستطع احد محبيه فضلا عن شيعته من إقامته أو تبيانه من خلال ما كتبوا عنه , فما هي أسباب ذلك ؟ كان جوابي إن الشيعة والمحبين كتبوا عن علي (ع) بعاطفة الشخص المحب لذا تكون الغلبة للأدلة والشواهد العاطفية على غيرها من الشواهد والأدلة العقلية التي يرتكز عليها من هو غير منتمي دينيا" لهذا الرجل ومنهم الكاتب الكبير جورج جرداق حيث كتب عن الإمام (ع) وفق المعايير والضوابط الإنسانية فضلا عن مبادئ العدالة التي كانت المعيار في تصنيف الإمام لدى جرداق فهو لم يستشهد بحديث نبوي او أية من القران بل اعتمد على ما احتوته حياة الإمام وسيرته من شواهد وإحداث جعلته كاتب كان العقل هو زمام ما يكتب وليس العاطفة التي قد تأخذ أصحابها بعيدا" عن الموضوعية. هذه العاطفة التي ساقت احدهم إلى أن يشكك ويشكل على أمسية ثقافية أقيمت في دار الشيخ الجليل المرحوم جميل حيدر هذه الدار التي لم تغب شمس الثقافة والأدب عنها منذ ان أشرقت حيث قدم فيها الأستاذ علي الحمدي محاضرة بعنوان (علي (ع) و سقراط ) أشار فيها الأستاذ الحمدي إلى اعتماده في محاظرته على كتاب جورج جرداق ( علي صوت العدالة الإنسانية) . يقول ذلك المشكل السيد سليم سالم العراقي وعلى احدى صفحات الفيس بك أن لا يجوز المقارنة بين على (ع) وسقراط تحت أي عنوان سواء كان فلسفيا" أو تاريخيا" أو أخلاقيا" . و ذلك لان علي (ع) إمام معصوم وسقراط يمثل الباطل على حد تعبيره , كما ادعى حدوث تصويت حول من هو أفضل علي (ع) أم سقراط ؟ وحمد الله واثنى عليه ان كانت نتيجة التصويت لصالح الإمام , ثم قدح بصاحب الأمسية والمحاضر فيها فضلا عن المشاركين . أن السيد المشكك لم يتمتع بأدب البحث العلمي وأخلاقيات الطرح الموضوعي الذي يحتم على من يملكهما احترام الرأي والرأي الأخر وهذا ما عرف فيه أمير المؤمنين علي (ع) وقد تابعه في ذلك النهج الأئمة من أولاده والعلماء من أتباع مذهبه ... وكم أشاد السيد محمد باقر الصدر وغيره من علمائنا بأرسطو وأفلاطون وسقراط وغيرهم من الفلاسفة . فضلا عن ذلك فان السيد لم يلتزم بإحكام الشريعة ذلك من خلال استغابته لمن حضر الندوة والطعن فيهم الأمر الذي نهى عنه الإسلام الذي هو عنه مدافع كما يدعي . هذا من جهة ومن جهة أخرى لو سلمنا جدلا انه كانت هناك عملية مقارنة كما يدعي رغم ان المحاضر قد بين وبشكل صريح في استهلاله الأمسية انه يجري مقاربة لا مقارنة لكن وعلى سبيل الفرض نسلم بما أورده من إشكال . لقد اورد الاستاذ الباحث علي الحمدي صفات ومميزات وتاريخ لكلتا الشخصيتين من جهة اشتراكهما في رفد التاريخ الإنساني بالأخلاق والقيم ومبادئ العدالة لا من جهة أن الإمام علي إمام معصوم تجب طاعته وإلا ما الفائدة المرتجات من البحث بل أراد الباحث وهو مستند لما أورده الكاتب جورج جرداق ان يبرز القيمة الإنسانية للإمام علي متجردا" عن الفيض الإلهي الذي أضاف للإمام مما جعله علي الذي نعرفه , حيث سرد الباحث تاريخ سقراط والمدارس التي راودها والأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم في حين أوردت أنا ملاحظة في الأمسية أشرت فيها إلى أن سقراط كان علمه علم كسبي من خلال المدارس والأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم أما الإمام علي فلم يذكر لنا التاريخ انه تتلمذ في مدارس أو كان له أساتذة سوى بيت النبوة وصحبته للرسول الأكرم (ص) وهذا أن دل فانه يدل على إن علم الإمام كان علم فيضي ألاهي . انه هذه المقاربة أو قل المقارنة هي لإثبات أن عليا" (ع) كان رجل الإنسانية حتى وان لم يكن إمام معصوم وهذا الخطاب والاستدلال العقلي موجه للذين يشككون في منزلة علي (ع) من المسلمين فضلا عن غيرهم فحين تناقش رجل مسيحي أو يهودي وتحدثه عن الإمام علي (ع) لا تستطيع ان تقول له انه إمام معصوم وعليك ان تتفهم عقيدته بل تحدثه بلغة الدليل العقلي كونه غير ملزم بما تورده له من أدلة نقلية مثل الأحاديث أو النصوص القرانية . وسوف أسوق دليلا" عل ذلك من خلال الحديث النبوي الذي ورد بما معناه ( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار ) ففي هذا الحديث هناك تلازمية منطقية وأخرى نقطة ارتكاز محورية . حيث ان التلازمية في قول الرسول (ًص) ان علي مع الحق ذلك ان الرسول (ص) خاطب مصداق في عقول الناس من حيث ان الحق ثابت انه حسن وبالمقابل ان الباطل قبيح باتفاق الجميع لذا قال (علي مع الحق) ثم رجع وقال (والحق مع علي ) فانشأ علاقة تلازمية بين الاثنين علي (ع) والحق لكن هذه التلازمية جعلت الحق مقارن لعلي (ع) لذا ختم الرسول الكريم (ص) حديثه حيث قال ( ويدور معه حيثما دار) أي الحق يدور مع علي (ع) وهنا أزال عنصر المقارنة و انشأ علاقة جديدة هي علاقة المركز أو المحور وما يدور في فلكه حيث جعل الحق يدور مع علي لا علي يدور مع الحق وينتج عن ذلك مفهوم أينما نزل علي (ع) نزل الحق ودار معه فهل اخطأ الرسول الأكرم معاذ الله حين أقام المقارنة ؟! . وهذا ما آمن وبه يؤمن ال حيدر الكرام ومن نزل بدارهم في تلك الأمسية الرمضانية المباركة . حيث لم يكن ما أورده السيد سليم سالم العراقي موجود من إشكال بل كان حريا به ان هو حسن النية ان يناقش القوم وجها" لوجه ليقوم ما اعوج حسب أوهام تصورها لا ان يختبئ خلف اسم مستعار. وأخر قولنا نسال الله لنا و له الهداية وان يبعدنا عن الضلال . والله المستعان . بقلم حسين فالح الدبوس
Share |