شهيد بلا شهادة/جعفر العلوي
Wed, 21 Aug 2013 الساعة : 0:29

من لم يمت بالسيف مات بغيره... تعددت الأسباب والموت واحد
فصبراً على ريب الزمان فإنما ... لكم خلقت أهواله والشدائد.
اختلفت البلايا وتعددت المنايا من زمن لآخر فالإسلام قد وضع للجهاد شروط وضوابط ولم يخرج عنها في احلك الظروف ,فالقتال مرفوع عن النساء والأطفال والمعيل لأهله وجملة من التفاصيل لا مجال لذكرها الان فقد تناولتها كتب التاريخ والفتوى بإسهاب وافي .
ما يحدث في العراق اليوم فاق جميع الاعراف والنواميس الارضية , وكل التوقعات المأساوية التي يمكن ان يصل لها أي محلل للوضع في هذا البلد , عملية ابادة ممنهجة ضد المواطن الاعزل البريء , فبأي ذنب يقتل العشرات بالجملة كل يوم وبدون سابق انذار.
ثم ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ بكل ما يجري من صراع شخصي او فئوي حزبي جل همه مناصب وكراسي متناسين الهدف الاسمى لوجودهم وهو خدمة المواطن , الذي تعلم ان يصحوا صباح كل يوم ليشاهد على القنوات او يسمع المذياع , او حتى الشباب بجميع قنوات التواصل الالكتروني ليجدوا صور القتل والدمار , والشوارع مصبوغة بالدم الاحمر الذي للان لم يحن موعد تشريع قانون بحرمة اراقته.
بل على العكس من ذلك فالبعض اصبح يستسيغ الموقف ويجد له عدة مخارج ليشرعن ما يجري في الشارع ,فالبعض يقول شهداء عند ربهم يرزقون هنيئاً لهم الجنة ,وكأن الجنه عرضها السماوات والأرض اعدت للمظلومين بأحزمة الموت الناسفة وعبوات القدر المميتة فقط لا غير.
ثماني سنوات من القتل والتشريد والإبادة الجماعية تارة بدواعي طائفية وأخرى وطنية , تمارس على هذا الشعب المظلوم وهو لا حول له ولا قوة ,يجتر ماسيه كل يوم ويمسح دموعه لينهض بكل همة ونشاط في اليوم التالي ليستعد من جاء عليه الدور وسقطت ورقته من الحياة بفعل فاعل ليكون ألضحية, وهل ستنقل ارواح قتلانا للضفة الغربية بدواعي الاستيطان يا ترى ام تترك للهواء ينثرها ليلقح بها بلدان لم تصل لها الديمقراطية بعد.
لم افهم بعد ما جدوى التغيير والأهداف المنشودة ان كان الناتج واحد فالأرواح لم تحفظ سواء في السابق او بعد سقوط الصنم , الذي اختلف مجرد الطريقة والأسلوب, في السابق نظام قمعي يبطش الشعب , اليوم نظام ديمقراطي يستأجر من يبطش الشعب بالنتيجة المقامات موحدة , في السابق ضرب معارضيه ومن خالفه الرأي الان تسقيط معارضيه وحملهم على العداء والبغضاء وعدم توحيد الكلمة ,
فصلح الحديبية لن يعود وعورة ابن العاص كانت حبل ممدود من صحراء سيناء لبلد عاد وثمود .
وهنا اقف مكتوف اليدين محني الرأس اجلالاً وتعظيماً لراعي المسيرة صاحب الولايتين والطامع بفضل الله في الثالثة لتهنئته على ما سيحدث من دمار ,نعم هو لا يشعر به لان الامر لا يمثل له شيء فالإنسان نهايته الموت ..بالسيف..ام بالمفخخات المهم من ذلك انه شهيد , ساعد الله الملائكة بتحرير شهادات العراقيين وإرفاقها مع اعضائهم المتناثرة.
في النهاية اقول للبلد العربي الشقيق الجزائر كنتم بلد المليون شهيد,,الان العراق وحده سيتصدر البلدان بقوافل الشهداء بلا منازع والقادم اخطر والله اكبر.ِ