مفاعل نووي عراقي في صفوان -محمد الكاظم
Thu, 28 Jul 2011 الساعة : 21:35

انفقت الحكومة العراقية حسب ماصرح به وزير المالية 27 مليار دولار على اصلاح المنظومة الكهربائية فيما يعتقد الوزير ان المواطن العراقي انفق مايقارب الثمانين مليار دولار لنفس الغرض ،مايعني اننا امام مبلغ قد يصل الى مئة مليار دولار تم انفاقها ولاتزال ازمة الكهرباء قائمة، ولا يبدو ان هناك حلا يلوح في الافق في ظل تزايد استهلاك الطاقة في العراق لقلة الانتاج الذي يرافقه سوء في التوزيع والنقل. الامر الذي يدعو لايجاد طرق جديدة قد يكون من بينها استخدام الطاقة النووية لتلبية الاحتياجات المتزايده الى الكهرباء.
الامر ليس مستحيلا ولا حتى صعبا لان دولا مثل كوريا الجنوبية او فرنسا مثلا مستعدة لانشاء مثل تلك المفاعلات بقيمة لاتتجاوز خمسة مليارات دولار او اقل من ذلك بناء على الارقام التي تعلنها عدد من الدول التي تبرم عقودا لانشاء محطات للطاقة النووية ومنها دول المنطقة.وبحساب بسيط لما انفقناه على ترميم منظومتنا الكهربائية المتهالكة سنكتشف اننا انفقنا على الكهرباء مايجعلنا نمتلك عشرين مفاعلا نوويا .
ورغم ان هناك اتجاها عالميا لتقليل الاعتماد على الطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما اليابانية نظرا للمخاطر المحتملة من وراء تلك المشاريع عند حدوث الكوارث الطبيعية ، الا ان هذه المخاوف يمكن ان تراود فرنسا التي تمتلك 60 مفاعلا او روسيا التي تمتلك 31 مفاعلا او امريكا التي تمتلك 104 مفاعلات، او اليابان التي لديها 55 مفاعلا نوويا،لا العراق الذي تنقطع فيه الكهرباء لعشر ساعات في درجة حرارة تبلغ 55 درجة حتى وصل الامر الى ان تغلق مستشفيات الاطفال ويتم اخراج المرضى الى الشارع بسبب انقطاع التيار الكهربائي كما حصل في مستشفى الطفل في البصرة .
واضافة الى حاجتنا الماسة الى الكهرباء فأن هناك سوابق اقليمية وسعي لامتلاك مفاعلات نووية فقد وقعت الكويت مع فرنسا اتفاقية نووية لبناء مفاعل نووي يقال انه سينشأ في جزيرة وربه التي تقع على مرمى حجر من الحدود العراقية ،كما وقعت الامارات مع كوريا عقدا يقضي بانشاء الاخيرة اربعة مفاعلات تنتهي بحلول 2017 بقيمة 20 مليار دولار ،كما تعمل السعودية على بناء مدينة نووية كاملة لإنتاج الطاقة النووية باسم مدينة الملك عبد الله للطاقة النووية اضافة الى ان ايران مستمرة في برنامجها النووي ،بل ان الاردن التي نعرف امكاناتها تسعى للبدء بالعمل على انشاء مفاعل نووي بحلول 2013 .
هذا الاندفاع نحو ابرام عقود سرية لانشاء محطات للطاقة النووية للاغراض السلمية جعل كوريا الجنوبية تخطط لتصدير ثلاثين محطة نووية خلال العقدين القادمين لدول المنطقه التي بدأت تحاول الاستفادة من الامتيازات التنافسية التي تمنحها كوريا في مجال انشاء المحطات النووية، في ظل رغبة سيئول في التواجد الاقتصادي في الشرق الاوسط . وفي ظل تنامي الحاجة الى الكهرباء وارتفاع اسعار الوقود والتخطيط لمرحلة مابعد النفط .
اذا الحاجة الى الكهرباء موجودة ، والظروف مهيئة للبدء بمشروع الطاقة النووية، والجميع يعرف حاجة العراق الى الكهرباء وقد يكون من المفيد التلويح والحديث عن انشاء مثل هذا المفاعل النووي العراقي جنوبا في البصرة مثلا وتحديدا في الصحراء الفاصلة بين العراق والكويت ماقد يحقق اكثر مجرد امبيرات اضافية تضاف الى منظومة الطاقة الكهربائية ، فبالامكان استخدام ملف المفاعل كورقة ضغط سياسية من اجل حمل الكويت على التراجع عن اي توجه يهدد الامن الوطني العراقي كمشاريعها الرامية الى انشاء ميناء مبارك ومشروع المفاعل الذي تعتزم الكويت انشاءه قرب ميناء ام قصر.