هل حكم الاسلام فعلاً؟/حيدر الجابر

Mon, 19 Aug 2013 الساعة : 23:42

هل حكم الاسلام فعلاً في البلاد الاسلامية منذ قيام النظام السياسي للدولة التي جمعت المسلمين حتى سقوط السلطنة العثمانية؟ كيف نصف النظام الاسلامي الذي حكم منذ أكثر من 14 قرناً ونحدد أطره؟ وهل يمكن ان نعدّ الانظمة التي توالت منذ استشهاد علي بن ابي طالب (ع) وحتى رحيل محمد السادس عن اسطنبول أنظمة اسلامية روحاً وشكلاً تنفذ رؤى الشريعة الاسلامية وغاياتها على أرض الواقع؟ لقد دأبت الأنظمة المتوالية منذ أيام معاوية بن ابي سفيان وحتى الآن على الحفاظ على المظاهر الاسلامية للدولة، والتسلط باسم الإسلام على مصائر الناس، وادعاء تطبيق حكم الله بأساليب تلف وتدور حول شكليات لاتمس واقع الحياة، ولاتنصر مظلوماً أو تدعم حقاً.
كان بنو أمية يذهبون الى الحج، ويقيمون الصلوات في الجمع والأعياد، وتترافق فعالياتهم هذه بظلم وصل الى نخاع السلطة التي خطفوها بالمؤامرات والدماء. وكان أبرز ظلّام التاريخ الاسلامي أساطين الحكم الأموي الذي دام 90 عاماً، ليسقط تحت ضربات العباسيين في ثورة شعبية نادت بالعدالة الاجتماعية، وتمكين شرع الله. ولم يكن تاريخ العباسيين اكثر من مؤامرات وثورات وخمر وجوارٍ وإغداق على الشعراء من بيت المال، وكان هارون الرشيد ـ مثلاُ ـ يصرّ على شرب الخمر والحج والغزو" تحت راية الجهاد. لتمتد السنّة السيئة للسلاطين عرباً وعجماً، ولم يعبأ الحكّام بالسلوك الاسلامي في حياتهم اليومية، مع وجود علماء دين يبررون حتى الفجور الذي يغرقون به، ويوزعون التكفير وجواز القتل على أعداء السلطان، الذي كان يغرقهم بالعطايا، حيث شكل وعاظ السلاطين طبقة اقطاعية توارثت الزي الاسلامي والدعاء للسلاطين أيّاً كانوا.
لاتمثل الاحزاب الاسلامية التي حكمت اليوم الاسلام، وبالتالي فإن سقوطها بالانقلابات او الانتخابات لا يعني الخروج من الدين، ولا يعني أن المعارضين لها عملاء ومدفوعون من الخارج لهدم الاسلام. دائماً ما نرى الأحزاب والحركات الاسلامية تتصارع في بينها على السلطة، وربما يتهم بعضها الآخر بتشويه الاسلام، وكثيراً ما وصلت هذه التيارات الى السلطة لتتحول الى نسخة مكرورة من الأنظمة السابقة التي عارضتها وعملت على تقويضها.
يتميز الاسلام بأنه حنيف ونقيّ، وأن غايته السمو بالانسان، وعندها ستقام الشريعة على الأرض بالفطرة لا بالقوة.

Share |