أحجية العلاقة السعودية القطرية التركية/صالح الزيدي

Mon, 19 Aug 2013 الساعة : 23:30

(اتفاق واختلاف على موضوع أدواته واحدة وأماكنه مختلفة )

يتجسد اليوم في ظل الاحداث التي تعصف بالبلاد العربية خطين من السلوك الذي يوجه الاحداث ويشعل اوار الفتنة القائمة بين أبناء الاسلام خط تتزعمه المملكة السعودية ينضوي خلفها جمع من الحكام والملوك وخط اخر تتصدى لزعامته تركيا وقطر بمساعدة امتلاك هذه الدول اقتصاديات هائلة وثروات نفطية وموارد طبيعية اخرى .
ويتجلى انقسام هذين الخطين في التعاطي مع قضايا الشعوب وحقها في نيل الحرية سلبا او إيجابا فهم جميعًا ضد تطلعات الشعب البحريني المشروعة وما يرتكب من قمع وانتهاكات ضده ، ومع عصابات التكفير والقتل والذبح و المجازر المخجلة بحق الشعب السوري ،  واختلفوا فيما بينهم اتجاه القضية المصرية والقضية التونسية وتحديدا في نفوذ تنظيم الاخوان المسلمون في مصر وما يجري فيها من احداث تنذر عن بركان سينفجر ويحرق الاخضر واليابس ، فما الذي يدفع السعودية ذات الصبغة الكهنوتية في دعم سلطة ليبرالية انقلبت على شرعية حكومة ذات صبغة متجانسة معها من حيث التوجهات وتأسس لنظام اسلاموي طائفي !!.
 فموقف المملكة السعودية قلب مواقف الدول الغربية وأمريكا وسارع بتصريحات متسارعةمن الخليجيين والأردن بدعم الانقلابيين الليبراليين ضد الإسلاميين الذين يحضون بدعمهم ودعم نشاطهم في دول كالعراق وسوريا !! .
وقد بات واضحا ان جماعة الاخوان المسلمون هي الرحم الذي انتج السلفية الجهادية الذي افرزت القاعدة ، واتضحت أخيرا في الأزمة المصرية ملامح هذه العلاقة المترابطة بين هذه الأطراف .
ان الملاحظ على اتفاق داعمي الإرهاب والحركات التكفيرية في قضايا معينة وفي دول معينة واختلافهم في دعم بل والوقوف بالضد منها في دول اخرى مدعاة للبحث والاستفهام ؟؟ .
فالوقوف مع القاعدة والحركات التكفيرية في العراق وفي سوريا وفي لبنان من قبل اطراف الدعم المختلفين فيما بينهم على دعم او الوقوف بالضد من ذات الحركات والمنظمات في مصر وفي تونس وان هذا الاتفاق وهذا الاختلاف يثير اكثر من تساؤل في معرفة الستراتيجية التي تتبناها هذه الدول في التعاطي مع الاحداث وقتل الشعوب رغم ان الانسان هو الانسان ذاته سواء  كان عراقيا او سوريا او مصريا، فما الذي يدفع الفرقاء ان يكونوا مختلفين وما الذي يجعلهم متفقين حين اتفقوا في العراق وسوريا ولبنان واختلفوا في مصر وتونس ؟؟ !!.
والذي يلاحظ ان مايجري هو صراع على المرجعية السنية ومحاولة فرض الهيمنة وامتلاك القرار من قبل الجميع في جانب من جوانبه ، وكذلك صراع مشيخة الازهر والمؤسسة الدينية السعودية ذات الصبغة الوهابية مع مؤسسة المرشد الديني والروحي بين هذه الأطراف جعل الصراع مفتوحا على كل الصعد ودمويا ، ودخول المخابرات الامريكية الاسرائيلية الغربية على الخط وتوجيهها الاحداث عمق من هذا التباين ، لكنه في النهاية كشف زيف متبنيات هذه الدول امام جماهيرها وأمام العالم  في صحة وجدية دعمها للحركات التحررية ووقوعها في رزية دعم الإرهاب وإزهاق أرواح الآلاف من الناس ..

Share |