اساتذة الجامعات.. من الحرم الجامعي.. الى الاستوديوهات./عادل الموسوي

Mon, 19 Aug 2013 الساعة : 0:13

لوحظ في الاونة الاخيرة تحوّل كثير من الاساتذة الجامعيين من مهنة التدريس في الجامعات والكليات الى مراسلين لقنوات فضائية ومديري برامج تلفزيونية، وقد فشل الكثير منهم في هذه المهنة الجديدة التي يمارسونها , وهي بالاساس لم تكن من صميم عملهم ولا تليق بهم مطلقاً , لأن الاعلام العربي المسيس ليس فيه ثوابت ولا فيه مهنية ، ولم يكن من ضمن تخصص الاستاذ الجامعي ،الذي يجب ان يكون مربي اجيال، لان اسلوب ادارة البرامج الحوارية يختلف تماماً عن اسلوب القاء المحاضرات ،وايصال المعلومة للطالب تختلف عن ايصال الفكرة للمجتمع من خلال السياسي الذي تطرح عليه الاسئلة، لانه يجيب عليها عادة حسب الاجندة التي يعمل بها حزبه او كتلته، واغلبها بعيدة عن حقيقة مايجري على ارض الواقع ، وبعيدة عما يجب ان تكون عليه ، وحتى لو ادعى الاستاذ الجامعي المقدم للبرنامج بأنه يحاول من خلال هذه الوظيفة الاستثنائية اصلاح السياسي الذي يدعوه لبرنامجه , نحن نقول له انك تطرح الاسئلة والضيف يجيب بما يراه مناسباً، وانت غير مسموح لك بأعطاء وجهة نظرك ، وانما نحن نتابع دائماً ونشاهد ان مقدم البرامج ملزم ان يكون حيادياً في طرحه ،ولايحق له فرض رأيه على ضيوفه حتى وأن كانوا على خطأ.

ونغمة السياسة المكررة في فكرة " فن الممكن " هي في حقيقتها اباحة الكذب والنفاق والمراوغة ، فهل نجعل المجتمع بكامله يتعامل بنفس الاسلوب , وبذلك نكون قد فقدنا الاختصاص، وتحولنا الى فتح دكاكين نجني منها ارباحاً أنيةً ، وبما ان الاعلام العربي اليوم يمر بعصره الذهبي من خلال الربيع العربي، وهذه التحولات الجوهرية التي لايعرف احد من يقف ورائها ، ولانعرف حتى من يدفع لهذا الاعلام المرتزق الراعي لها ، والذي يغير بوصلته بين ليلة وضحاها من داعم للشعوب في نيل الحرية الى مروج رخيص لمشاريع مشبوهة.

انا لاادري كيف يتمكن الدكتور(مقدم البرنامج ) من دعم الحكومة في البحرين وهي مستبدة ويقف ضد الحكم في سوريا وهو مستبد ايضاً، كيف يوفق بين هذا وذاك ؟ ولو فرضنا ان مايسمى بالربيع العربي تحول الى خريف ، وتحولت السنوات الاعلامية السمان الى سنوات عجاف ، وعاد الاستاذ الجامعي الى الوقوف بمكانه المناسب الذي يجب ان يكون عليه، فماذا سيقول لطلابه؟ وهل سيتكلم لهم عن القيم والمبادئ ؟ هل يستطيع ان يتكلم عن شرف المهنة ؟ هل يعود الى العمل بمنهجية من خلال الاعتماد على البحوث والدراسات التي وضعها الفلاسفة والاساتذة من قبل والتي تحث الطلبة الى اتباع اسباب الاصلاح التي يقتنع بها المثقف والباحث بعيداً عن المؤثرات والتقلبات والاغراءات والتحولات السياسية والمصالح الضيقة، ام انه يتعامل مع طلبته على اساس الامر الواقع وحسب السياسة التي يتعامل بها المسؤول عنه ؟
هنا تكلمنا عن رأس الهرم في الدولة الذي يجب ان يبداء الاصلاح منه ثم ينحدر للدرجات الادنى في المجتمع , وكما يقال ان الشعوب مسؤولية مثقفيها ونخبها, وهذا حال العراق المزري والانحدار الاخلاقي الحاصل والفساد المستشري في اغلب مجالاته , فهل هناك بصيص امل في الاصلاح ؟ وعلى من تقع مسؤولية الاصلاح ؟ وهناك مما لايصدقه العقل من حدوث تحولات غريبة وشاذة ، فقد تحول السياسي الى امير، والطبيب الى مستثمر ، والمهندس الى مقاول ، والفلاح الى شيخاً ، والعاملُ الى عاطل عن العمل , ولو اخذنا عامة الناس لوجدنا تسعة من كل عشرة اشخاص يطمحون لأن يكونوا اعضاء في مجلس النواب او المجالس البلدية ,ومن لم يتمكن من ذلك يجمع اخوته ويعلن انه اصبح شيخاً ، وهناك الكثير من المفارقات التي لايصح ذكرها هنا!!.

ففي بلدي ايام العطل اكثر من ايام الدوام ، والشيوخ اكثر من الفلاحين، والمسؤولين اكثر من الموظفين، والعاطلين اكثر من العاملين، و ووووو!! الى اين نحن ذاهبون ؟ 

Share |