دماء ساخنة ... في ربيع امه/محمد علي مزهر شعبان
Mon, 19 Aug 2013 الساعة : 0:09

يبدو ان المنطقة التي كانت تتجاذبها حسابات المصالح للدول الكبرى في تكون مع هذا الطرف او ذاك ، قد تركزت باتجاهين ، البترول وامن اسرائيل ، من خلال قوة التدخل في هذه البلدان . ولكن ما حدث في العراق وسوريا اوجد موازين جديده تتحرك على الارض ، رغم بقاء تلكما الثابتين اللذين بدا يلعبا ورقة صراع تختلف في اساليبها وتوجهاتها . فيافطة العداء لاسرائيل التي رفعتها دول واختفت وراء اكمتها خفايا ونوايا لم تكن في الواجهة الان الا القلة القليله على مستوى الانظمه ، او اعتداء دولة على اخرى ، او صراع ممالك وامارات نفطيه على تصدر النفوذ وبسط السطوة . طبيعة الصراع اضحت الان واضحة المعالم ، حين ظهر متغيران قادا الحركة على الارض ، وهما الطائفية وما شكلت من صراع دموي وابادة للبنى التحتية والبشريه كما حدث في العراق وبالاخص في سوريا ، والاخر هو ما افرزه ما يسمى بالربيع العربي من تبؤ التيارات السلفية والظلاميه دست السلطه كما حدث في ليبيا وتونس ومصر . هذان المتغيران قلبا التوقعات رغم بقاء الثابت والذي ربما هو من غير الحركة بهذا الاتجاه دون احتساب النتائج ، ليكون الاقتتال الداخلي قد انهى كل القدرات لبلدان كانت تتصدى كدول مقاومة او هي في حالة نشوء وتطور وقدرة وبناء ترسانة قد تاثر بشكل واخر على دولة اسرائيل ، فايران اليوم السانده لسوريا وحزب الله هي ليست ايران الامس " ان ايران لها نفوذ اكبر بكثير على سوريا حتى وإن صار حسن روحاني الاكثر اعتدالاً رئيسها الجديد، اذ ان مصالح ايران في سوريا التي تعتبرها حصنها في العالم العربي تستبعد اي تحولات في تلك العلاقة.
وتركيا الاوردغانيه اضحت لاعبا متحكما وفق الاجندة الطائفيه فجيشت واحتضنت وفتحت المساحات والتدريبات ونفذ السلاح من اراضيها والرجال المدفوعة الثمن . امام هذا الصراع الجديد الدامي لهاتين الغايتين ، الطائفية التي اخذت شوطا في العراق ، وانتهت على الساحة وبقت في الرؤوس ، وحينما تريد ان تتحرك فانهم وطاويط ليل ، جبناء اذلاء ، يصطادون الابرياء . حوفي سوريا حيث تعطل الرهان ، رغم كل ما قدم من وسائل متاحة لازالة نظام الاسد ، من سلاح وتجنيد ودعم هائل من مليارات الدولارات ولكنها فشلت امام صمود الجيش السوري رغم الدمار المروع في هذا البلد الجميل .
بعد ان تعطلت وسائل السعودية بهذه الوسائل ، لابد ان تبرزوسيلة لعلها مؤثره ، هو اللجوء الى حالة الاغواء ولعله شراء الذمم . توجه بندر بن سلطان في مشروع جديد هو اغراء الروس بشراء صفقة سلاح ب- 15 مليار ، والرجل في ذهنه ان هذه الترسانات الهائله المتراكمه بحاجة الى تصريف ، فذهب بندر ليعقد هذه الصفقة بين المملكة وروسيا ، وهي مرهونة بعدم دعم روسيا الى حكومة بشار . طالت المحادثات ولكن بندر خرج بخفي حنين منها بعد ان ظن ان اللعبة القديمة قد تاتي بثمارها ، وان هذه من الوسائل التي لعبت دورا كبيرا في تغير المواقف عند دول تتوقف قوتها على صادراتها العسكرية .
السؤال لماذا هذا الموقف الروسي بل و امريكي والاوربي بدعم عسكري حقيقي ومكثف لمن يريدون تغير النظام والدول الاقليمية المسانده لهذا الاتجاه ؟ ان الاجابة على هذا السؤال تحتاج الرجوع عما خلفه الصراع الطائفي من ظهور تيارات لا ترتبط بالانسانية بشيء مهمتها القتل والظلاميه ، ونشوء فراغ خطير عندما يكون هذا القادم الجديد الى السلطة من خلال سلوكهم الوحشي ، ومواقفهم المتعاكسه كفصائل التي ستتشظى الى امارات ودويلات ، وحينها سيكون امر الحفاظ على المياه الدافئة غاية في الصعوبة ، رغم ان البديهية الامريكية تعتمد وجود دويلات ضعيفه ، فتكون السيطرة عليها امر في غاية الاهمية من جهة ، وستكون اسرائيل في مأمن من تحديات دول قد تضع قدما في باحة الساحة النووية . ولكن هنا اختلف الامر بين ما تريده امريكا من هذا التمزيق والتشتيت وبين موقفها الذي اعتمد التاييد لهذه القوى بالتصريح دون تفعيله بدعم عسكري ، ذلك لضبابية سلوك المتمردين في سوريا وسوء التصرف بالسلطة لمن مسكوها في بعض الدول ، والمعارضة الشعبية لهذه الانظمه ، وما الت اليه الامور من تشظيات في ليبيا وتداعيات في تونس ، ضد ارادة الاغلبية الشعبية في تلك الدول . امريكا تتعامل مع انظمة تحقق لها غاياتها ولكن هذه الغاية تصطدم مع الارادة الشعبية الغالبه ، وما حدث في مصر بخروج 35 مليون هي ظاهرة استوقفت امريكا لان معيارا ثقيلا تواجد على الساحة مما يجعل عملية التصريحات السياسيه والمواقف في المؤتمرات ، امر لا يمرر فيه الدعم العسكري اعتباطا . فالسيسي ليس انقلاب عسكري قاده ضابط على دبابه بل ارادة شعبية جعلت من السيسي ان يكون تحت وطئتها ، وكان مبرر هذا الضغط الجماهيري هو ما عمله الاخوان وخلال فترة قصيره من الغاء حضارة بلد متطور ، وتعميم الظلامية واستحواذ السلطة ، بواسطة رجالات ليست بالسياسيه المنفتحه تؤمن بالتطور بل اقرب الى البلطجيه . ودليل ذلك ما يمارسونه اليوم من سياسة الارض المحروقه . هذا الامر كان نتيجة وتحصيل حاصل لما هو منتظر من مجيء الفصائل في سوريا ولعله من الوحشية والتشتت والقتل ابلغ ما فعله الاخوان في فترة وجيزه ، فكيف بتلك الوحوش التي تشكل الاغلبية من اصقاع ممن تقيئتهم بلادهم وقذفتهم ليكونوا مع جبهة النصرة التي تاكل القلوب نيئة . يقول الدكتور الصايغ من معهد كارنيجي : ان أسباب اللعنة السورية هي انها ليست ذات أهمية بالنسبة الى الاخرين لبذل اكثر مما يبذلونه بالفعل حاليا". وحتى الان فان الضغط على اصابع اليد والحلول البعيدة المنال، لا تترك مجالا لان نشهد نهاية للنزاع السوري في موعد قريب .
ولكي يكون السيد الصايغ معتمدا الرهان على الاماد ، قالها المالكي وكانها النتيجة المنطقيه لهكذا صراع : اننا نواجه هذه الفتنة من دول عربية تتدخل في العراق وسوريا والبحرين ، وهؤلاء يجب ان يدركوا ان تصدير القتل بحكم اموالهم انما يصنعون الموت للاخرين ، وعليهم ان يتقبلوا الموت في بلادهم ...... ابا اسراء اظنك لا تقصد السعوديه وقطر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟