من سيجيب على أسئلتي ؟/احمد الاسدي

Sun, 18 Aug 2013 الساعة : 23:19

غاب ذهني حالما وضعت رأسي على الوسادة , واصبحت معلقا بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي الذي تذهب اليه روحي بدون اذن مني , ذهبت الى محيطات وفضاء كوني عجيب كأني طفل انزلق على مزلاقة الاطفال في باحة حديقة عامة .
كأني احيانا اريد السقوط لكن ينطوي بي الزمن والمكان فاصبح في مكان اخر وانا اهوي هكذا
حتى اصبحت في وسط عالم غريب غير مبالي بسقوطي كأني ثمل ممزقة ثيابي وسط غابة مليئة باشجار عملاقة فتشت كل ركن من المكان لكني لم اجد شيئا في وسط هذا العالم العجيب.
غرقت في غربتي وحيدا وانا اتمشى بين الاشجار حتى وصلت الى مملكة عجيبة مملكة مليئة بالرمال الذهبية والمياه الزرقاء التي تعكس ضياء الشمس كانها مرايا فضية فوصلت قريب الشاطئ الخلاب الذي لم تره اية عين ولن تحكى عنة اية قصة فالكلمات عاجزة لوصف هذا المكان واليد قصير في رسم هذا المشهد العجاب,
حاولت ان تتسرب في داخلي الكثير من الاسئلة الى شفتي عن هذا المكان الا انني بئت بالفشل وقلت لنفسي كم اتمنى ان استحيل الى سلامية من السلاميات لاعيش بين هذه الرمال الدافئة واتنفس النسيم البارد الهاب من بين الاشجار , فنسيت نفسي ورحلت روحي بحرية نحو ذاك الضوء الاخاذ فاثملني المنظر حتى النخاع فشعرت بالتحليق في هذا العالم السحري وحسست بانعدام الوزن.
بعد ان صفى ذهني وطابت روحي قلت لنفسي اين انا؟ ومن انا ؟ ذاكرتي فارغة كأني ولدت لتواً لا اعرف عن نفسي شيئ سوى اني في وسط هذا العالم المليئ بالاسرار , ولا اعرف من اين ابدأ ومتى , وبعد فترة من الزمن رحلت تلك الضياء الجميلة وبدأ العالم يتحول الى كتلة سوداء فشعرت بصوت بداخلي يقول لنجد مأوى لعلنا نسرتيح فيه ولعل الضياء تعاود من جديد , زمن قصير مضى حتى استرحت في وسط كهف قديم لا اعلم كم عمره ومن بناه او من عاش فيه قبلي غير اني وجدته هكذا , حاولت ان اضطجع على ظهري ورأسي مليئ بالاسئلة التي ليس لها تفسير ابتداء مالذي افعلة هنا ؟ او ماهذا المكان ؟ حاولت ان انصت الى اصوات الريح وحشرجات الكائنات الصغيرة التي تخرج في الظلام فعاود رأسي يوجعني من الصوت الذي يقول في داخلي ما هذا العالم ؟ ولماذا توجد هذه الكائنات الغريبة ؟ التي لا تحصى اشكالها ؟
فقضت مدة من الوقت حتى انغلقت عينياي رغم ذاك الصوت الذي لم يعرف الاستسلام عن مكان وجودي , وها انا من جديد اعيش يوما اخر من عمري , فيوم يموت ويوم يعود هكذا حتى ان كبرت في هذا المكان وتحولت الى كائن ناضج قوي يقتات من هذا العالم العجيب فبهت ذاك الصوت الذي بداخي والذي كان يسئلني كثيرا .
حتى مضت الايام وانا اعيش مع تلك الكائنات التي في هذا العالم , الى ان وصل ذاك اليوم الذي انقلبت في امور حياتي عندما رأيت شخص ظهر وسط المجهول على شاطئي القريب من كهفي الذي اسكن فيه كان محتفيا يسير على الشاطئ وحيدا غير مبال لوجودي فقمت بمراقبته حتى ان غاب وسط العالم الازرق بعد الشاطئ فذهبت لارى الى اين ذهب وماذا كان يفعل هنا . فوصلت الى مكان تواجده فوجدت لاشيئ هناك سوى الرمل والماء .
فتغيرت احوالي وعاد ذاك الصوت الذي يرن برأسي بالاسئلة , من انا ؟ ولما انا هنا ؟ فقررت ان ابحث في ارجاء هذه الجزيره الصغيرة فطفت فيها حتى كلت قدماي فعدت الى حيث اعيش ,
مرت الايام والشهور وانا اترقب عودة ذاك الكائن الذي يشبهني من جديد , حتى مرت السنين وانا اترقب الا ان وصلت تلك اللحظة التي ظهر فيها فقررت مع نفسي ان اذهب واتكلم معه ,فذهبت حتى ان وصلت اليه فرفع يده وكأنه يريد مني ان اتوقف فتقدم نحوي وكان يسير ببطئ حاملا في كف يده شيئ لا استطيع ان اخمن عن ماهية هذا الشئ حتى وصل قربي وانا ارتعد خوفا فمسك يدي ووضع ذاك الشي في يدي وغاب عني في لحظة سريعة لم اتمكن ان اسئلة اي من اسئلتي تلك ؟
فعدت الى مكاني من جديد وان احمل ما اعطاني في يدي افكر فيه ....
وماهي الا لحظات تمر حتى استيقظت من نومي وانا امسك في يدي شيئ حاولت ان ارى هذا شيئ لكني تذكرت اني في حلم وهذا الشيئ لن يكون في يدي فعدت الى حياتي من جديد.

Share |