لا تصدقوا أمريكا/الدكتور جابر سعد الشامي
Sun, 18 Aug 2013 الساعة : 0:51

في زيارته الاخيرة الى الولايا ت المتحدة الامريكية أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على التعاون بين امريكا والعراق لمكافحة الارهاب والتطرف . والتقى وزير الخارجية هوشيار زيباري مع نظيره الاميركي جون كيري وأكدا على تفعيل التعاون الأمني بين البلدين وبناء القوات الامنية.
وصرح مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون العراق وإيران (بريت ماكجورك ) في لقاء خاص مع الفضائية العراقية: ان "العراق والولايات المتحدة حليفان في المعركة المشتركة ضد الارهاب وفي دعم القوى المعتدلة في المنطقة لاحتواء خطر التطرف".كما توقع ماكجورك ان العراق قادر على دحر الارهاب خلال الستة اشهر القادمة.
وكشفت وزارة الخارجية الاميركية عن معلومات تثبت ان العمليات الارهابية الاخيرة التي حدثت في العراق مصدرها شبكات اجرامية في سوريا، مؤكدة استمرار انتقال السلاح من سوريا الى العراق.
الان انقلب المفهوم الامريكي حول منابع الارهاب ومصادره , أصبح السلاح يرتد من سوريا الى العراق بعدما أتهمت حكومة العراق بالتغاضي عن نقل السلاح عبر الاجواء العراقية الى سوريا . والارهاب يدعم من سوريا (المنهكة) ومنابعه الكبيرة أصبحت تبدء من دمشق وتنتهي في ناحية (سليمان بيك ) و مدينة (الناصرية ) .
ونسي السيد ( جون كيري ) انه القائل ان الارهاب في العراق مصدره المملكة العربية السعودية تمويلاً وتنفيذاً وارهابيون وفتاوى تكفيرية تصدر عن شيوخ الدين في المملكة .
ونسي الساسة الامريكان ان امريكا داعمة ( الجيش الحر )وهي التي تقترح على الاتحاد الاوربي ان يدعم بقوة هذا الجيش ويسلحه ويطالب بفرض مناطق (آمنه ) في سوريا من خلال تطبيق حظر جوي ينشط فيها الجيش الحر وجبهة النصرة وغيرها من تلك المجاميع القذرة التي وصل أجرامها الى (أكل أكباد ) القتلى من الجنود السوريين ليعيدوا أجواء كانت في ( أحد ) سنة 3 للهجرة , ويحيوا سنة ( جدة المؤمنين ) هند بنت عتبة بن ربيعة .
نسيت امريكا انها ( ناضلت ) كثيرا وبشراسة من اجل ان يصل (الاخوان المسلمين ) الى حكم مصر , وحكم مصر يعني أن تجعل (مرسي وأخوانه ) آخر مسمار في نعش حربها ضد الاسلام والمسلمين . وكانت تدرك أمريكا وسياسيوها ان وصول ( الاخوان ) وانتصار (الجيش الحر ) وسحق سوريا وتركيزها على ان العراق هو طليعة الحرب ضد الارهاب والتطرف (هذه الكذبة السمجة ) . لو تمكنت أمريكا من كل هذا , فأن السيد ( هننغتون ) قد حقق نظريته في ( صدام الحضارات ) ولو صار كل ما خططت له امريكا فأن ( فوكومايا ) قد حقق حلمه في نهاية التاريخ كله وبداية تاريخ أمريكا لوحدها على كوكب الارض .
لا تصدقوا أمريكا لانها صاحبة نظرية (الفوضى الخلاقة ) وراعية ( الشرق الاوسط الجديد ) . لا تصدقوها لأنها عراب ( الخريف العربي) وكل ما نراه الآن على شاشات الفضائيات العربية والعالمية شاهد واضح على ربيعها وعلى صدقها .
وقديماً قال أحد الشعراء { اذا قالت حذام فصدقوها ...... فنعم القول ما قالت حذام }
الدكتور : جابر سعد الشامي


