التيتي.... بين الكوميدية والسخرية./محمد الركابي
Fri, 16 Aug 2013 الساعة : 2:42

التيتي هي اختصار لـــ(Test_Ticket) ومعناها فاحص البطاقات ,او جابي القطار .وأطل علينا هذا العام مسلسل بهذا العنوان على العراقية من بطولة قاسم الملاك ,وانعام الربيعي ونسمة ,ونخبة من الفنانين العراقيين .
وهي باطلالة كوميدية, تجسد يوميات شخص, يعيش دون الحالة المتوسطة, يعمل كجابي للقطار, وسائق تكسي بفراغه من الدوام .ولكنها للاسف تثير الكثير من السخرية والامتعاض للمستوى الهزيل المتجسد في قصصها الكلاسيكية المكررة لدى الملاك عندما كان يقدم اعمالا للشرقية والتي ماكان دوما ناقدا للحكومة والبرلمان ؟!
وكذلك في طبيعة السيناريو والحوار, الذي يحتوي الكثير من التناقضات, والمستوى المتدني فمرة يسجن (ابو حَمّــد) ظلما .ويريد الخروج باي وسيلة .وعندما يأتي امر اخلاء سبيله يرفض الخروج بحجة انه تعود على اجواء السجن واهله الطيبين !يبدو ان الانتاج في العراقية يجعل السجن ممتع واهله طيبون !
وكثير من المغالطات والامور الكلاسيكية ,التي اثارت نقدا واسعا .حيث المشاهد الكوميدية القديمة, والتي دائما نشاهدها في افلام اسماعيل ياسين بالاسود والابيض ,التي انتجت في خمسينيات القرن الماضي ,فكيف يضحك الجمهور بالزلق بقشر موز .او يرتفع بقبان السيارة؟؟اوغيرها.
كان ممكن للاستاذ الكبير الملاك ,ان يقدم لنا كوميدية هادفة تعالج المشاكل, وتنقد الواقع المرير, الذي نحن فيه وباسلوب النقد البناء لا الهدام ,فالبطالة مستشرية ,والرشوة, والروتين الممل في دوائرنا, وكهربائنا مقطوعه ,وبقية الخدمات ومن الممكن ان تطرح باسلوب ناقد وهادف ومعالج للمشاكل .
فهذه الدراما المصرية كلنا نتذكر الحاج متولي كيف قَدمت صورة رائعة للزواج من اربعة نساء .وعالجت الكثير من المشاكل في العالم العربي .ولكن للاسف دوما مانرى بعض كتابنا اسرى لقنوات الانتاج .
اننا دوما نتكلم لماذا الدراما العراقية, حبيسة القنوات العراقية, ولاتسوق الى الدول العربية.فبالمقارنة بالدراما المصرية والسورية على الرغم من ازماتها فهي لاشيئ.الا بعض الاعمال التي تعد على اصابع اليد .
وايضا لانبخس الناس اشيائها فهناك اعمال قدمت في غاية الروعة على قناة والسومرية و الغدادية هذا العام كمسلسل (علي الوردي ) وغيرها .