نقاط فلسفيه/ نعيم كرم الله الحسان
Fri, 16 Aug 2013 الساعة : 2:04

الى اللحظه الآنيه من حافة زمن اليوم لازالت الأسئله الفلسفيه الأزليه قائمه لم تتغير ولم تمحى فهي عينها مثلما سألها الأقدمون قبل فلاسفة أثينا والأغريق واليونان .سألوها ولم يجببوا عنها وكأنما غاية الفلسفه هي طرح الأسئله دون الإجابة عليها .وسوف تبقى تقدم الفرضيات الفلسفيه والأفكار المتناثره مادام الإنسان موجودا ويفكر وليس هناك من يوم يجتمع فيه عقل العالم على فكره واحده أو جواب لأسئلة أبيقور والقس أبن ساعده والمعري الى نيتشه وفلاسفة النهضه الحديثه
إلا إذا ظهرت معاجز ونبؤات الميتافزيقيا وهي الفلسفه التي تعهدت بفك غموض العالم والإجابه على أسئلته وإدعت عقلانيته وغائيته
الذين ينكرون مدعيات الميتافزيقيا يقولون أنها فلسفه لاتقدم سوى الفرضيات التي لاتستطيع أن تبرهن عليها ويقولون بكل مدارسهم أن الحقيقه هي أن تكون تحت طائلة الحس والتجربه وأن الفلسفه الماديه التي تعتقد بقدم العالم وقدم الماده إتخذت الحس والتجربه منهجا في فهم الوجود الأصم الذي لايفهم إلا من خلال العلم ومنهجه التجريبي فكل شئ خارج الحس والتجربه يعتبر غير موجود وهو مجرد فرضيه من فرضيات الميتافيزقيا .وأن هذا العالم هو قوه آليه غير واعيه وليس فيه غايه ولايرجى منه خيرا وأن الإنسان هو عرض من أعراض الطبيعه التي منحته جسدا قابلا للتفسخ وقلبا مشحونا بالعذاب وسوف يختفي هذا العالم في خراب كوني وعلينا تقبله كما هو فتلك هي حقيقته
وفي المقابل يقول محمد باقر الصدر وهو أحد أعمدة فلاسفة الميتافزيقيا أن الذي تطرحه الفلفسه الماديه هو كذلك فرضيات وعليها أقامة البرهان على مدعياتها فكما تطالب الميتافزيقا بالتدليل عى أفكارها كذلك الفلسفه الماديه مطالبه بالتدليل على أفكارها فنحن نقول أن العقل هو القوه الفوقيه التي لاتخضع للحس وهم يقولون أن العقل أعلى مراحل تطور الماده وأنه يتلقى أفكاره من الواقع فكلانا مطالب بإثبات فكرته وعليه أن لا جزميه لأي فكره دون أقامة الدليل الذي يجمع عقل العالم وبهذا يكون أن الفكرتين لازالتا بحلبة الصراع على صياغة عقل العالم
والسؤال هنا أي الفلسفتين تستطيع الإثبات وإنتاج أجوبه تصوغ عقل العالم ومعنى هذا أن تتحول أفكار أي من الفلسفتين الى بديهيات كالبديهيات الرياضيه مثل الكل يساوي مجموع أجزاءه فهذه القاعده جمعت عقل العالم وغيرها من البيهيات الرياضيه
أنصار الميتافزيقيا يقولون أسئلة الماديه الحديثه هي عينها أسئلة القدماء أسئلة أثينا والأغريق وأوروك ليس فيها جديد وأن الفلسفه اليونانيه بلغت أقصى غايات التفكير النظري ووقفت عند حدود الإجابه ولم تستطيع تفسير الفناء والعقل وتصنيف العالم ولم تجيب عن المستقبل ولذلك عندما تقابل المسيح مع أحد فلاسفة اليونان قال له بعثك علة العلل لتجيب على أسئلة العالم فالمسيح كان جوابا على عجز الفلسفه عن الجواب بخصوص الظواهر العظمى في الوجود فكانت أجوبته أنه يميت ويحيي ويبرئ العجز الطبيعي ليقول أن الله فوق الحس فوق التجربه
فوق الماده