قامات الثلج لايمكن ان تقاوم حرارة المبادىء/أحمد الشهد
Thu, 15 Aug 2013 الساعة : 0:25

عشر سنوات مرت على سقوط احد ابشع الانظمه الدكتاتورية في العصر الحديث والاكثر اجراما ، الا ان اغلب القوى السياسية العراقية لم تحتاج سوى نصف هذه المدة لتثبت فشلها الذريع والمحير والغير مبرر اطلاقا فمع حجم التضحيات (( قبل وبعد سقوط النظام )) والامكانيات المادية ذات الارقام المخيفة والالتفاف الجماهيري الذي حير جميع المراقبين للواقع العراقي ، والدعم اللازم من قبل مراكز القوى العليا في المجتمع العراقي سواء منها مراكز القوى الدينية والاجتماعية والثقافية ومعظم المؤسسات وقنوات الضغط الجماهيري بل حتى وجود دعم دولي نوعا ما .
كل ذلك لم يكن من شأنه ان يشكل حافز للنجاح والبناء الصحيح للدولة العراقية الحديثه ولو بنسب متواضعه . بل نرى العكس هو مايجري فمن فشل الى فشل اكبر ، ومن ازمه الى ازمات ، ومن خطأ الى اخطاء تراكمية لتشكل كوارث يستعصى حلها .
فهذا الموت أطبق انيابه على العراق كأنه فريسته الوحيده ، والمجتمع العراقي رهين مؤامرة لتفكيكه بصورة يمكن القول انه من الصعب العوده به الى حالة العيش المشترك والسلم الاجتماعي . طمس للحاله الوطنية وتغييب للهوية العراقية نتيجة غياب منظومة الحقوق والواجبات المتوازنه والعادلة يتساوى امامها الجميع دون تمييز . البناء الهش لمؤسسات لم يراد لها ان تسهم في تكوين دولة المؤسسات بقدر ما اريد لها ان تكون قنوات دعم لهذا الحزب او ذاك السياسي واداة تعطيل للاخر مع تبادلية بالادوار ، غياب تام لاي نوع واضح ومحدد لنظام اقتصادي ذات معالم ولو من النوع البدائي مما ولد طبقية مقيته ووسع الفجوات حتى بين طبقات البيئه الواحده بالتالي ادى لنزاع طبقي شكل المدخل لنشر الرذيله والفساد بكل انواعه ، شل جميع مفاصل الانتاج والصناعة وغياب التخطيط للتجاره والزراعه وكانما هناك منهجية مرسومه لذلك ، استمرار العمل على الانسان العراقي لقتل كل القيم الانسانية النبيلة وتجهيله ليكون فريسه سهله لاصوات الجهل والخرافه والارهاب .
وينبري هنا السؤال ................. لماذا؟؟؟!!!
هل ان جميع هذة القوى السياسية هي قوى لا مبدئية ،ولاتملك قاعدة فكرية تستمد منها الحركة الواعدة . أم ان المتحركون داخل هذة القوى ليسوا اهلا لحمل المبادىء.؟؟؟
أو بعبارة اخرى نسأل :
هل الخطأ في النظرية أم في التطبيق ؟
ونرى انه من الانصاف ولجملة من المعطيات ((يترك مقالها لمقام اخر )) القول ان الخلل في المطبقين الذين لم يكونوا بمستوى المسئولية ولم يتحملوا اعباء المبادىء وسقطوا في اولى الاختبارات أمام المال والجاه والشهوة (( أمام حب الدنيا)).
ولم يتركوا اي مجال للشك انهم حقا قامات من ثلج ، فكيف لمثل هذة القامات ان تصمد امام حركية المبدأ ورسالية الوعي وما لهما من حرارة تذوب لها الجبال الشامخات ، ولا تقهرها الا قامات الرجال الرجال وهامات الابطال الذين يزخر تاريخنا الاسلامي والانساني بأمثله رائعه وصور خالده لهم .
اما قامات الثلج فليس لها الا ان تذوب وتكون نسيا منسيا جزاءا لها لما باعت نفسها وخانت قضيتها وتاجرت بدماء الشهداء وتضحيات االناس ودموع اليتامى وانين الثكالى .
وكما هو ديدن هؤلاء النكرات النيل من المعاني الشامخه وحملتها ، تشويها وحسدا وبغضا حتى يلتبس الامر على عامة الناس . والامثله على ذلك كثير لانريد الدخول في تفاصيلها ونكتفي بالاشاره فقط معتمدين على فطنة القاريء .
واخيرا اقول لنفسي وشعبي لماذ الانتظار على هذة القامات التافه وهي تحاول دائما ترميم مايذوب منها ؟
لماذا لانقوم باذابتها وتبخيرها بحرارة انفاس الحزن الذي يعتمر صدورنا ؟
اذن الحل بيدنا اما ان نكون مع الذائبين ونتحمل معهم الاصر والاوزار او نكون مع الصامدين الصادقين الذين لم يطلبوا دنيا ولم يركعوا لمال ولم ينافقوا لجاه وكانوا ولا زالوا الاحرص على مصلحة العباد والبلاد ، ونضمن خير الدنيا والآخرة.
فلــــــــــتشرق شمسك يا شعبي لــــــــــــــــــتذيب كـــــــــل القامـــــــــــــــات الثلــــــــــــجية