كمال اوغلو في العراق ،، ولما لا !!/وليد سليم
Wed, 14 Aug 2013 الساعة : 1:52

الموقف التركي او لنقل موقف الحكومة التركية لم يتغير طالما ان هناك سطوة كبيرة للاخوان المسلمين في المنطقة وهذه السطوة تعمل وفق استراتيجيات دول خليجية مثل قطر او السعودية وهو ما جعل المنطقة تلتهب خصوصا مع الازمة السورية التي كان للحكومة التركية الدور الكبير في زيادة تفاعلاتها وما وصلت اليه اليوم من افرازها لمقتل اكثر من مائة الف سوري نتيجة الصدامات التي وقعت بين الفصائل المسلحة والحكومة السورية حيث كان الدعم واضحا لتلك المنظمات الارهابية من قبل حكومة اردوكان .
استغلال الورقة السياسية للمعارضة التركية امر مهم من قبل حكومة العراق باعتبار ان تركيا كدولة تحتاج الى الاقتصاد العراقي ومن كافة الجوانب لأنها احد المعابر الاقتصادية لثروات العراق وهذا ما لم تستغله الحكومة التركية الحالية بل اخذت منحى اخر اتجه نحو دول الخليج نتيجة الوعود الكاذبة والمزيفة في العديد من مراحلها من قبل دولة قطر وهو ما دفع كتل المعارضة التركية في البرلمان التركي الى اتخاذ موقف من سياسات اردوكان فبرز الحزب القومي التركي وكذلك حزب الشعب الجمهوري الذي يعتبر اكبر الاحزاب التركية معارضة لاستراتيجية اردوكان وطاقمه الحكومي الذي يتشكل غالبيته من الاخوان المسلمين الذين يعتبرون انفسهم امتدادا لحركة الاخوان في مصر وتونس والجزائر وغيرها من دول المنطقة ،، من هنا جاءت زيارة السيد كمال اوغلو رئيس حزب الشعب الى بغداد لتكون على مستوى عال من التنسيق مع الحكومة العراقية باعتباره يمثل صوتا جماهيريا كبيرا في الدولة التركية ولابد لهذه القاعدة الجماهيرية من صوت لتعديل مسار السياسة التركية في المنطقة واخراجها من مستنقع الازمات الذي تعيشه على مستوى المنطقة المحيطة بها وهذا ما سيخرس الاصوات النكرة من امثال طارق الهاشمي وغيره من متآمري البعث الذين يعقدون مؤتمراتهم في استنبول من اجل النيل من وحدة العراق وتاريخه وتخريب النظام السياسي الجديد وكذلك سيفتح أفاقا واسعة امام الاحزاب التركية التي تريد الخير لبلدها بعيدا عما يحصل من ازمات مع جارتها سوريا والعراق اضافة الى مناطق نزاع اخرى في المنطقة تورطت بها تركيا نتيجة حماقات حكومتها الحالية .
اعتقد ان سياسة الحكومة العراقية بهذا الاتجاه تصب في الطريق الصحيح لانه كما هو واضح لن ينفع مع حكومة اردوكان كل انواع التقارب الدبلوماسي الذي مارسته الدولة العراقية معهم .
حيث نقلت خبر تلك الزيارة وكالة الاناضول التركية بالقول (( ان زعيم الحزب المعارض سيعقد اجتماعا مع القادة السياسيين العراقيين وقادة الرأي من السنة والشيعة، كما سيقوم بزيارة للبرلمان العراقي ومحافظات كركوك والنجف قبل أن يعود الى تركيا. وتأتي هذه الزيارة في وقت تتواصل فيه التظاهرات والاحتجاجات التي تجري في تركيا حيث يشترك مئات الالاف في هذه التظاهرات غير مبالين بالنداءات المتكررة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان التي تدعو الى وقف الاحتجاج))اعتقد ان هذه الايام القلائل لمعارض تركي ستكون مقلقة لاردوكان وحكومته لان هذه اللقاءات ستعمل ربما على سحب البساط من تحت اقدامهم فيما يخططون له في العراق مع دول محور الشر السلفي ورياحها السامة القادمة الينا من اتربة صحراء الجزيرة العربية.