ما الاسباب التي تجعل الاشخاص يرفضون الظهور عبر وسائل الاعلام؟-عبدالكريم ابراهيم

Wed, 27 Jul 2011 الساعة : 15:00

..أتذكر جيدا حديث أحد الاصدقاء قبل سنوات عديدة، انه دفع مبلغا كبيرا حتى يظهر على احدى الوسائل الاعلامية،هكذا كانت الوضعية فيما مضى، اما الآن ونتيجة لكثرة القنوات الفضائية والصحف اليومية جعل البعض يعزف عن الحديث من خلال هذه الوسائل، لأسباب عديدة منها القضية الامنية وخصوصا المسؤولون وايضا عدم الثقة ببعضها، حتى ان الاعلاميين اصبحوا يواجهون صعوبة في الحصول على المعلومات في بلد يعد ألاخطر للعاملين في الصحافة والاعلام . ولكن ماذا يقول المواطن عن الوسائل الاعلامية ولماذا هذه العلاقة السيئة؟ أهي أزمة الثقة ام تداعيات الوضع الامني أم الكثرة جعلت الأمر يختلط على البعض؟!.علي اللامي طالب جامعي: الظهور على الوسائل الاعلامية وخصوصا الفضائيات بالنسبة للمواطن العادي شيء لا يشكل اي لحظة تردد بل احيانا يركض البعض وراءها للظهور كنوع من الدعاية المجانية وتفاخر بين الاقارب والاصدقاء بهذا الحدث، ولكن بالنسبة للمسؤولين يعد خطرا على الشخص لأنه سيكون مرصودا من قبل الذين يريدون تعكير صفو الحياة الهانئة. (س.ع) مذيع تلفزيوني: ظهور الشخص بالتلفزيون يجعله يحسب الف حساب عند خروجه من البيت حتى مقر العمل، اما الذين تلقوا تهديدات فانهم تركوا العمل الاعلامي واتجهوا نحو ممارسة عمل آخر، المشكلة هي عدم وجود فهم حقيقي لعمل الاعلامي يحمله البعض المسؤولية وانه يسعى فقط للحصول على المادة الخبرية، وقد واجه زملاؤنا المراسلون الكثير من الاهانات والضرب حتى وصل الامر الى الاغتيال والكثير دفع حياته ثمن بحثه عن الحقيقة. مجيد صاحب/ مدرس: الوسائل الاعلامية كانت محدودة ومعروفة اما الآن بعد الانفتاح الاعلامي وكثرة الفضائيات والصحف جعل الفرد العراقي لا يستطيع استيعاب هذه الكثرة، وايضا وجود بعض الاخطاء الاعلامية، مما جعل العلاقة يسودها نوع من التشويه حتى وصل الأمر الى المقاطعة واتهامها بالكذب والتحريف من هنا جاءت الشخصية في المواجهة، بل هي تصل الى الهروب منها. هادي محمود/ موظف حكومي: نعم أخشى وسائل الاعلام لأنني لا أثق بها، قرأنا وسمعنا وشاهدنا الكثير من الاخبار المثيرة التي هدفها فقط الاثارة وزيادة المبيعات، اغلب الاخبار هي غير حقيقية، لذا فقدنا الثقة بها ومن حق المواطن ان يخشى الاعلام اذا كان هدفه فقط الكسب وعلى حساب المواطن، الذي يريد كل ما يكتب حقيقة وليس كما يقولون (كلام جرائد)!!. (ع.هـ) مسؤول احد المكاتب الاعلامية الوزارية: ان الخشية موجودة لدى اغلب المسؤولين بسبب الهاجس الامني، وان أي ظهور على الوسائل الاعلامية هذا يعني سيكون عرضة وهدفا لجهات معينة تريد ان تقتل هؤلاء المسؤولين لأغراض عديدة، لذا اواجه صعوبة باقناع البعض بالتصريح لوسائل الاعلام، واحيانا نكتفي باصدار البيانات مكتوبة دون اسماء، لذا نسمع عند الاخبار عبارات مثل (مصدر مخول) و (مصدر فضل عدم ذكر اسمه) و (شاهد عيان) وغيرها من العبارات التي تدل على التهرب عن الاسم الحقيقي والوظيفة ولعلي أولهم!!. الصحفي (ع.أ) في احدى المقابلات: التي حدث لي وبعد حصولي على الموافقات الاصولية، وجدت المسؤولة هناك في كل مرة ترفض اجراء اللقاء بحجج عديدة وتكرر الامر وبعدها ادركت انها تخشى الاعلام لأسباب كثيرة ولكنني استطعت الحصول على المعلومات التي اريدها دون الاشارة اليها ووعدتها بعدم ذكر اسمها، ويجب على الصحف مراعاة هذه المسألة ومدى حساسيتها بالنسبة للمقابل وعدم اقحام الآخرين بالمواقف التي قد تسبب لهم ضررا وتستطيع ان يذكر الاشياء التي يريدها دون الاشارة اليهم حماية لهم. الصحفي سعد محمد: من خلال عملي ان الخشية تتركز نسبتها في الرجال اكثر من النساء ولعل ذلك يرجع لأنهم اكثر حركة وتنقل من النساء، وحتى النساء اللاتي يخشين الظهور المتزوجات اكثر من العازبات، حتى ان احداهن طلبت حذف صورتها من الجريدة لأن زوجها لا يريد ذلك واستجبت لرغبتها، على العموم الخشية تكاد تكون عامة حتى عند الطبقات البسيطة ولعل ذلك يرجع لأسباب منها عدم الثقة والوضع الامني والموقف من الوسيلة الاعلامية ومدى مقبوليتها لدى المتلقي، لذا اصبح عمل الصحفي صعبا في هذا الجو الذي يجعلك تجهد نفسك في سبيل الحصول على المعلومات والخبر. صادق حسين/ صحفي: من خلال عملي الصحفي طلبت احدى الزميلات المتزوجات ان ننشر صورتها في الصحيفة وكانت تعمل معلمة كان هناك موضوع حول التربية والتعليم مما جعل المعلمة تضع صورتها، وعندما اعطيتها الجريدة وفيها الصورة، جاءتني بعد فترة فقالت ان زوجي وبخني على الصورة وطلب عدم ظهورها مرة أخرى لذا جئت اطلب منك عدم ظهورها مرة ثانية، هذا مثال بسيط يدل على الخشية من الاعلام ولكن يعتمد على مدى ظروف الشخص ومسؤوليته التي يتولاها.

Share |