ربما ينساق إلى ذهن القارئ بأن كاتب الموضوع إنسان ( حالم ) أو رومانسي كما نسميه ، فقد أصبح حب الوطن من الأشياء التي يتهم صاحبها بالرومانسية الزائدة .
فما أن تذكر اسم الوطن حتى ينبري البعض بالقول :
ماذا أعطانا ؟ ماذا فعل لنا ؟ نريد الرحيل !
ولم يعلموا بأن أكل كُسَيرة خبز في الوطن أفضل بكثير من أكل المأكولات الفاخرة في الدول الأخرى . لان في المرة الأولى تحتفظ بكرامتك فضلاً عن مرارة الذل والغربة بعيداً عن حضن الوطن الدافئ الذي تصحو وتغفو على همومه .
نعم إن وطننا مثقل بالهموم ورغم ذلك لم يشكو ولم يقل بأني متعب ، هو كالأم التي تخفي أحزانها بابتسامةٍ ذابلة على شفتيها لأنها إذا حزنت تؤثر في أشياء كثيرة هكذا حال وطننا ، ولم نفكر يوماً بأن نتعب أنفسنا لكي نرى ما وراء ذلك العظيم الذي لن يبوح لأحد عن همومه كلما نفكر فيه هو أن نحصل على ما نريده منه ، وان نربط اسم الوطن بمن يحكمه ( ومن المؤكد لو كان مثل هذا التفكير لما أحببناه )
فهلا ّ كشفت لي يا وطني عن جراحاتك ؟
هلا ّ قلت لي من المضحي أنا أم أنت ؟
فأنا لم أُضَح ِ بأي شيء من أجلك مقارنةً بعطائك الثر لي ، في حين لم تطردني من أحضانك ولم تكتبني ولداً عاقاً على الرغم من أني كذلك .
لذا أناشد كل عراقي غيور وخصوصا كل تربوي :
يرجى بذل قصارى الجهود لنزرع حب الوطن في تلك العقول الصغيرة ونحن قادرين على ذلك .