نريد مثل المنطقة الخضراء/طاهر مسلم البكاء

Mon, 12 Aug 2013 الساعة : 7:43

اصبح سباق الموت الذي يجتاح العراقيين ،سباقا ً ابديا ً لايتوقف في مناسبة او ليل او نهار ، انه نوع من الأبادة الجماعية ،اذا اعتمدنا الأحصائيات الدقيقة والتي تشير الى ان شهر تموز فقط قد سجل اصابة اكثر من ثلاثة الاف عراقي بين شهيد وجريح، من الأبرياء الذين لاجريرة لهم وكل ذنبهم انهم ولدوا عراقيين مطلوبين من ارهاب لا ضمير له، غامض لايفهم الشعب عن منابعه وحواضنه شئ ، وانهم لا يملكون الدولة القادرة على حمايتهم ،لقد اعطوها الثقة بما فيه الكفاية ولكن كلما حصلت كارثة كبيرة يموت بها العراقيين ،نجد ان الأوامر تصدر لقوات الدولة بالهجوم على الصحارى والمناطق الحدودية ،ولكن المفخخات تخرج من شوارع مدننا في بغداد والبصرة والناصرية والرمادي وديالى ....الخ .
مقاييس المواجهة
ـــــــــــــــــــــــ
حتى الذي يشتبك في معارك حربية مع دول خارجية ،فأنه وحسب العقيدة العسكرية يعتبر فاشل ومهزوم عسكريا ً اذا اعطى كل هذه الخسائر المستمرة نسبة الى خسائر عدوه ، فكيف وحالنا اليوم حيث اصبحت بيوتنا وشوارعنا ومدارس اطفالنا وساحات لعبهم جبهات امامية لهذه الحرب الملعونة المجهول طرفها المقابل ، لقد اصبح الأرهاب يملك اللوح السحري الذي ما ان يحركه بيده حتى يخرج مارد القتل والتدمير معلنا ً شبيك لبيك وهو جاهز للتنفيذ في أي جزء من ارض العراق عدا المنطقة الخضراء ،وهنا لانريد ان نسترسل اكثر ولا كننا نقول لحكومتنا : ان شعب العراق في طريق الأبادة الجماعية ومن يشعر من العراقيين انه في هذه اللحظة بمنأى عن خطر الأرهاب فأنه سيطاله غدا ً فلن تسلم الجرة دائما ً، ان من حقنا ان نطالب بتحصينات مشابهة لتلك التي تحصنون فيها المنطقة الخضراء ، اذ على الرغم من ان الحرب المعلنة هي بين الأرهاب وعناصر الحكومة ،فاننا لم نسمع ان هذا الأرهاب الجبان قد تجرأ ووصل الى المنطقة الخضراء ولكنه يبطش بالمساكين من امثالنا ،ويظهر ان من يقوم بهذا الأمر يريد ارض العراق خالية من العراقيين .
هيبة الدولة
ــــــــــــــ
بعد كل الذي حصل وخاصة في عام 2013 هل بقيت ثقة المواطن بالدولة ووعودها في حفظ الأمن وتوفير سلامة المواطن ،كما هي ام انها اصبحت في مهب الريح ،وبدأ العراقي في الجنوب قبل الشمال ينتقد اجراءاتها الأمنية البعيدة عن المسلكية والأحترافية في العمل ،ويرى بأم عينيه تفوق الأرهاب وتراجع اجراءات الدولة ،فيما المفروض ان العكس هو الذي يحصل .
تحصين الحدود
ـــــــــــــــــــــــــ
ان مايحصل اليوم لهو دليل قاطع على ان حدودنا مفتوحة لمن هب ودب وان البلد ملعبا ً لغير العراقيين ممن يدخلون بمسميات عدة فيتركون وحالهم من الحرية داخل البلاد ، صحيح اننا في طور بناء بعد ان دمر كل شئ في بلادنا واننا بحاجة الى الأيدي الماهرة ودخول الشركات الأستثمارية المختلفة ولكن من جهة اخرى يجب ان يكون كل ذلك تحت سمع وبصر الدولة وبالحيثيات الدقيقة وقد كان هذا متبعا ًسابقا ً،حيث لم نسمع بالأرهاب او القاعدة ،وكان لكل داخل للبلاد سجلا ً خاصا ًومراقبة لصيقة عندما يحاول تجاوز حدود العمل الذي جاء لأجله .
المطلوب من الدولة
ــــــــــــــــــــــــــ
الأعتراف للعراقيين بما وصلت اليه من مشوار ،والأعتراف بأخطاءها وعدم المحاباة مع أي كان على حساب الدم العراقي ،وعلى جميع القادة وذوي الصلاحيات المهمة تناسي الخلافات والأجتماع معا ًوتدارس الوضع الخطير الذي يمر به العراقيين اليوم والأستفادة من خبرات ذوي الخبرة في الداخل والخارج وبعد الخروج بنتائج يجب العمل على متابعة تنفيذها بشدة وعلى اعلى المستويات وحتى ولو كانت التوصيات هي حل الحكومة ذاتها اذا كانت سلامة الوطن هي المطلوبة .

Share |