تفاصيل محبة الى عادل فهد الشرشاب/نعيم عبد مهلهل

Sun, 11 Aug 2013 الساعة : 14:47

تفاصيل محبة الى عادل فهد الشرشاب*
نعيم عبد مهلهل

من المحزن أن تكتبَ تفاصيل محبتكَ لصديق لك معه ذكريات وظيفة ومدينة وأماني وقد صار هو في مكان يؤسس فيه حلم وجوده الوطني ( نائبا ) في البرلمان ،وانت يأخذكَ النأي في مسافات المهجر البعيدة ويجمع حزن تفاصيل محبتكَ اليه ألم السيارات المفخخة التي ضربت ( الناصرية ) ثاني أيام العيد لتزرعَ الخوف ومآتم العزاء ولتحبط آمالنا بمدينة آمنة ومستقرة نريدها عند بوابات الضوء شمس جنوب تتعطرَ بالحضارة وغابات النخيل ومواويل الماء.
تلك التفاصيل التي ارسلها الى الصديق ( عادل فهد الشرشاب ) النائب في البرلمان ورئيس لجنة التربية فيه كنت قد اردتها أن تكون انتباهة مني الى رجل اعرفه جيدا ، سليل خير ومكانة وجاه ، لهذا هو بعيد كل البعد عن معمعة اتهامات السُحت والفساد والمحاصصة التي تتقاذف قنابلها الكتل السياسية فيما بينها . يشتغل بصمت ، ويعمل بصمت ، ويتحاشى ان يدخل في دوامة المزايدلات والتصريحات التي صارت موضة يحاول الجميع فيها ان يجُبَ الضباب عن سماءه ويقول : أنا الوطني الوحيد .
كنت ازور النائب ( عادل فهد الشرشاب ) في ديوانه العتيد كل زيارة لي للوطن وآخر مرة التقيته وجمع من اصدقاء الطفولة في بيته ومكتبه في بغداد ومثل كل مرة كانت هموم الوطن ومعاناة قطاع التربية تمثل جزءا من الهاجس الكبير الذي يشغل ذاكرة وقلب صديقي النائب ( أبو عمار ) لكنهُ بسبب علاقته الجيدة بوزارة التربية وهدوء طبعه وتفكيره التدريسي الواعي انشأ منظومة من العلاقات الطيبة والنشطة بين لجنته البرلمانية ووزارتي التربية والتعليم العالي ، وعندما أسأله إن كان يحس بأنه يشتغل في الاطار العام وينسى مطالب ناخبيه من اهل الناصرية ، اراه يشعر بأنه يحمل مهمتين وطنيتين في آن واحد ( الناصرية ) وأهلها و ( العراق ) وجميع مدنه وقراه ..وبالرغم من مشقة المهمة في توافق بين الخاص والعام فالرجل لايبدو متعبا ، وربما هو سعيد في هذه المهمة وقد تعود من طفولة المضائف وصباها أنا يستمع من حكمة ابيه المرحوم ( فهد الشرشاب ) شيخ عموم عشائر البدور الكبيرة بمكانتها التاريخية وسعة تواجدها واراضيها ، تعود أن يمتلك الفطنة والاصغاء وحكمة الرجل المتبصر.
شاهدت صديقي النائب عادل فهد الشرشاب في آخر حوار له بمناسبة رمضان وكان امنيتي اليه أن يشمل من ضمن مشاريع لجنته في تعمير مدارس العراق أن يشير الى واقع مدارس الاهوار وان يستغل علاقته الطيبة بالسيد وزير التربية في اعداد خطة طموحة بالارتقاء بمدارس تلك المناطق التي عانت من التهميش وأن يعيد اليها بعض توهجها الذي يتلائم مع احلام ابناء الاهوار وهم يغادرون منطقة الزمن المالح والجاف الى امنيات جديدة بالرغم من انهم يشعرون ان الوعود الانمائية وتحسين احوالهم ينصب عليهم مثل المطر ولكن لم يتحقق شيء الى الان وخصوصا في مجالات الخدمات الصحية والبلدية والاعمارية وغيرها.
اتمنى من الصديق النائب ( عادل فهد الشرشاب ) أن يحمل ذاكرته واحلامه وقدميه ويستطلع تلك المناطق ويزورها ويدون كشوفاتها الاولية ليرسم لها مع الوزارة وجهدها الهندسي ومجلس المحافظة بعض المتحقق من طموحاتها في تحسين واقع الابنية والاثاث والطرق الموصلة اليها.
هذا من بعض مقاطع تفاصيل المحبة الى الصديق النائب ، اتت في وقت كانت المدينة التي ولدنا فيها معا ( الناصرية ) تتألم من قسوة الارهابي المجرم ، وبالرغم من هذا تختتم هذه التفاصيل بتهنئة العيد ومحبته..!
 

Share |