اللعب مع الكبار/جعفر العلوي
Sun, 11 Aug 2013 الساعة : 9:18

السياسة فن تخطى جميع الفنون في العالم على اختلاف أنواعها فقد دخلت السياسة بجميع مفاصل الحياة وتعقيداتها, فرقت الاحبة,وجمعت الاعداء,اباحت الحرام,وحرمت الحلال,صنعت كل شيء حتى الانسان.
في وطني كما التخلف والقصور ظاهر بجميع الجوانب, ومن ضمنها السياسة,يتخبط الساسة في بلد العلم والحضارة تخبط الثكلى ولا يعرفون ما يصنعون, عشر سنين مضت منذ السقوط والتغيير وهم يقفون بمربع البيدق لا يستطيعون تحريك انفسهم إلا بحركة خارجية تملك الفعل والتأثير فيهم.
استساغوا المناصب واكتفوا بها دون الولوج بأغوار الكرسي وكيفية ترويضه اهملوا القاعدة الجماهيرية,وارتضوا لهم خيرات الوطن سبيلا,تركوا البلاد تعيش فوق صفيح ساخن وإرهاب اعمى لا يفرق بين صغيرها وكبيرها,نسائها ورجالها,اقتاتوا على الارهاب وجعلوه عنوان بقائهم وديمومة ربيعهم المفرط.
فتحوا حدود العراق لكبار الدول لتصفية حساباتهم بعيداً عن دولهم ومواطنيهم ذلك هو ثمن الكرسي المسبق الدفع, مقابل رضا وعطف تلك الدول عليهم, في السابق نسمع بالعمالة كمصطلح وصفة سيئة, الان اتضحت الصورة وتباينت ابعاد العمالة لتصل النخاع, لم يفكروا قط بالعراق كبلد صاحب سيادة وله عليهم حقوق وواجبات يجب ادائها منهم فرض واجب وممكن التحقيق تحت اصعب الظروف.
اذهلوا العالم بالتفرقة والتفرد والجري خلف المصالح الخاصة , حتى انعكس ذلك على اسيادهم واعترفوا بفشلهم الذريع للم شملهم وتوحيد كلمتهم ...؟
هذا ما صوره اسيادهم لنا ولكن الحقيقة غير ذلك فكل تلك مخططات يسعون الى تنفيذها وأجندات خاصة يستحقون عليها الشكر والثناء لأنهم يبحثون بذلك تنمية واستقرار شعوبهم على حساب تخلف ودمار شعبنا , ان لم تستطيعوا اللعب مع الكبار يا ساستنا فلا تجعلوا ارضكم ملعباً لهم دون مقابل , لخدمة الشعب وتطوره.
ارتضوا ساستنا بالخيارات المحدودة وحسروا انفسهم فيها , وبدئوا يدورون حولها ويبررون لأنفسهم ضعف وخطأ سياساتهم في المجال الامني , الذي بالتالي انعكس على كافة مجالات الحياة.
استفادوا من حالة تفشي الجهل لتنمية دوام حكم شجرتهم الخبيثة ,ساسة مجهولين الهوية وصغار التكليف لا يعون ما يجري بالبلد من مهازل وأحداث ولغو ولغط كبيرين ستعصف بالبلاد الى الهاوية وعليهم بالويلات والثبور.