الفضائيات العراقية والرسالة الانسانية/عباس ساجت الغزي

Sat, 10 Aug 2013 الساعة : 10:22

رفعت الاقلام وجفت الصحف وغادرنا شهر الطاعة رمضان بطيّ صفحات البركة الالهية في شهر الله المبارك , امتحان في زمن المحن لشعب عاش مرارة الظلم ومتعة التغير وبين ذاك الزمن والحاضر بيوت من الصفيح وملايين الارامل والايتام والجياع والعاطلين ومن هم بلا مأوى .
الايام المباركة حصد حسناتها الفقراء بصبرهم فالأجر على قدر المشقة , وفاز بتربع عرش الانسانية فيها الاعلام والفضائيات التي لم تغمض عينها عن الواقع المرير وكانت سباقة في مد يد العون ومساعدة الفقراء ولو بالقليل لانهم يدركون بان الحرمان اقل منه , الاعلام يوزع المساعدات ويدخل البيوت المشرعة لعدم قدرة اهلها على وضع الابواب , واقل ما يقال عنهم انهم مغرضون في كشفهم صور المعاناة للشعب المحروم من ابسط مقومات الحياة .
اثبتت الفضائيات العراقية من اليوم الاول لانبثاق فجر الحرية انها صوت الشعب ومرآته ورفضت ان تكون ابواق للمتسببين بتلك المعاناة الكبيرة والتركة الثقيلة من الاخفاقات في ادارة مهامهم , والشعب يدرك بل كله ثقة بان السلطة الرابعة منه واليه وهي سنده ان تعرض لحيف او ظلم من هذه الجهة او تلك , وبدا يدرك بان السياسة هي صفصفة لسان ووعود ما نزل الله بها من سلطان .
الاعلامي سفير الحب والسلام والانسانية في العراق يعلم علم اليقين المسؤولية الاخلاقية والمهنية في كشف الواقع ويعمل بدقة ومصداقية وحيادية , ويعلم ان المغرضين بأقاويلهم غايتهم التستر على ارتفاع نسبة الفقر والذي يعتبر مؤشر على تفشي الفساد وضعف اداء الحكومة , وفي كل عام يكون الاعلام سباقاً في تقديم المساعدة للشعب بل يحاول ابتكار الوسائل التي يساعد بها المواطن دون ان يجرح كرامته او يشعره بالخجل رغم انها ليس من تكليفه الشرعي ان اطلقنا التعبير مجازاً بل هي مسؤولية الحكومة بكل مفاصلها ورحم الله القائل ( لا اغنيك ولا اخليك اجدي ) , فهي صاحبة الثروات ولديها الوزارات التي تدير شؤون البلاد والدستور الذي بدا ديباجته بالآية ( ولقد كرمنا بني آدم ) والذي كفل للمواطن العراقي الحقوق ومنها العيش الرغيد بكرامة في البلد وتكافؤ الفرص وهي الحق المكفول لجميع العراقيين دون تميز او استثناء .
عاشت حرية التعبير وعاش الاعلام الحر الشريف صوت العدالة الانسانية في العراق الجديد ومبارك لمن نال الدرجات العلى بحصد حسنات الشهر الكريم من خلال تقديم المساعدات ورسم الابتسامة على وجوه الصائمين القائمين بعد مشقة يوم من العمل لله ولرسوله , وليعلم الجميع ان الاعلام يعمل بتمويل ذاتي لبرامجه وبمساعدات الخيرين , وهنا يكون السؤال لزاماً .. اين دور الحكومة في تكافؤ الفرص لأبناء الشعب ؟ واين دور المرجعيات في مساعدة الفقراء والدعوة الى التكافل الاجتماعي ؟ .
 

Share |