الاعتكاف وتحمل المسؤولية/حميد العبيدي
Wed, 7 Aug 2013 الساعة : 18:56

لا بد من الوقوف عند قضية الاعتكاف الذي يقوم به السيد مقتدى الصدر كونه يمثل جهة سياسية لها كتلة نيابية تمثلها في البرلمان العراقي ولذلك فان الامر يخص الوطن وليس مزاجية سياسية او شخصية يحاول البعض تسويقها في الشأن العراقي فلا يمكن ان نكون ممثلين للجماهير التي انتخبتنا ثم ندير ظهورنا لهم .
تضاربت التصريحات في ذلك تارة يخرج علينا احد قياديي التيار الصدري ليقول انه اعتكاف رمضاني وتارة اخرى هو اعتكاف سياسي ومرة يتحدث المكتب السياسي بأن هذا الاعتكاف هو ابتعاد الصدر عن مشاركته بالتآمر على العراق ومن كل ذلك نريد ان نخرج من تلك الدوامة بنتيجة او كما يقول المثل نلزم رأس الخيط .
ولا ادري ما الغاية في ان يشغلون الناس بتلك الاخبار سواء كان اعتكافه رمضانيا فهو امر اكثر من الطبيعي وقد كان ألاف العراقيين يعتكفون في مسجد السهلة في الكوفة بل حتى شبابنا اليافع كان يذهب لأداء الاعتكاف حبا منه بطاعة الله وتقربا اليه ، وان كان اعتكافا سياسيا فلا ادري ما هو الاعتكاف السياسي فلم اعرف ان هناك اعتكافا سياسيا في طلسم العلوم السياسية ولم تتحدث عنه كتب علم السياسة لا من قريب ولا من بعيد وهذه في رأي الشخصي لا تعدوا ان تكون اجتهادات من قبل بعض المقربين منه ولا أظن انه هو بذاته يعتقد بها وان كان يعتقد بها فهذه مصيبة كبرى لأن الكثير من قواعدهم الجماهيرية يعتقدون ويتمسكون بتوجيهاته على المستوى الفقهي والسياسي والتبعية المطلقة .
اما إن كان اعتكافه بأنه لا يريد ان يكون شريكا في التآمر على العراق فهذه تحتاج الى وقفة لنقول للسيد مقتدى وتياره السياسي أي تآمر تتحدثون عنه هل هو من قبل دول محيطة بنا ام انه تآمر دول كبرى أم هو تآمر سياسي داخلي من كتل واحزاب سياسية ؟؟ أسئلة كثيرة ومحيرة لا بد وان يجيب عليها من يدعي التآمر ويحاول الهرب منه !! نحن جميعا كعراقيين نعرف ان التآمر على العراق مستمر منذ ان تهاوى نظام البعث ولا زال الى اليوم فلم تتوقف التفجيرات ولا التدخلات الخارجية من الدول الاقليمية والمحيطة بل وحتى البعيدة عنا وبمعونة العديد من السياسيين العراقيين الذين لديهم قدم في العملية السياسية وقدم خارجها ،، فلماذا اذن الهروب الى الامام واذا كان الامر كذلك فلماذا لا يعتكف ايضا كل اعضاء كتلة الاحرار ويتوقفوا عن اداء مهامهم ليقولوا لا شأن لنا بالعراق لأن المتآمرين يتقاتلون عليه !! أي توصيف سياسي هذا وأي لهو نلهي به الناس والعراق اليوم يمر بأبشع هجمة ارهابية ودموية تحالفت فيها انياب الشر والمحاور التكفيرية التي انطلقت علينا من مناطق الجزيرة العربية تغذيها اموال نفط الخليج ، فهل ننتبه لذلك ونترك اللهو بالحديث عن قضايا لا يمكن ان تحل مشاكلنا اذا ما كانت تشغلنا عما يدور حولنا من احتقان دموي .


