لا تتظاهروا...............فالديمقراطية نائمة..!!!/د. جواد التونسي
Wed, 7 Aug 2013 الساعة : 18:48

انتظار وترقب لاكثر من عشرة عقود بلا كلل ولا ملل يتداخل انتظار ليلنا مع ترقب نهارنا, نخرج من ماساة وندخل اخرى نعبر انهارا من دماء ,سرنا مسافات ومسافات نلهث ,لكن لا ينقطع النفس ,نتسلق تلالا من جماجم ,اهل واحبة,ننزل اودية من اجساد كانت سمراء ممتلئة لاعزاء واخوة يداهمنا الياس مرة يشهر اسلحة الاحباط ,ننتفض بعد ان نتسلح بالامل وحب الله وحب الارض وعشق دجلة والفرات,نحلم نتغزل بقدوم اميرتنا المنفية (الديمقراطية ) نتصور تقاطيع قوامها الممشوق وقسمات الوجه البلوري نتغزل ونحلم بملامسة الشعر المفتوح بنور الشمس, والنظر الى زرقة بحر العينين الساحرة النظرات,حتى اذا تصحصحت وعادت اميرتنا الغائبة كانت صدمتنا المبكية وذهولنا المضحك ,فاميرتنا بدت من اول نظرة وكانها مخلوق اخر وعلى النقيض تماما مما كانت توصف به لنا وكنا نتخيله ونحلم به,فلا قوم ممشوق ولا وجه بلوري ولا شعر شمسي بل بالعكس هذا الشعر بدا وكانه صوف محروق اسود, والعينين جاحظتين وبلا لون ولا نظرة سحر,بل تقطر شرا واكتشفنا متاخرين ولكن قبل فوات الاوان ان اميرتنا العائدة (الديمقراطية ) ليست سوى عجوز طاعنة في السن وتجملت بمساحيق طائفية وتعطرت بعطور مليشياوية وارتدت ملابس واكسسوارات اسلامية,ومع بشاعة التعايش معها وحتى استحالة النظر اليها قررنا ننتفض حتى تعود, وقررنا ان نتظاهر ونترك الحوار الغير مجدي ونتجادل ونتبادل الرؤى ووجهات النظر, لكن عجوزنا القبيحة الشمطاء(الديمقراطية ) تمنعت هذه المرة بعد ان حسبت نفسها انها تمكنت فرفضت (التظاهر) وطلبت تاجيله وهي تطلب ذلك دائما وتطلب ايضا ارجاء أي مناقشة وتطلب منا وبالحاح يصل حد القسوة الغاء الحق في التعبير عن الراي وحجتها في ذلك انها مشغولة دائما في النهار في اجتماعات ومداولات ومؤتمرات لتقرر لنا شكل الحكم والدكتاتور القادم.
طلبت منها الذهاب والعودة ليلا وحين العودة في الوقت المطلوب كانت ايضا صدمتنا الكبرى وحيرتنا الكبرى وحين قرا نا يافطة علقت على باب مخدعها كتب عليها( اجلسوا عند قدومكم عند عتبة باب المخدع وتكلموا وتحاوروا ولكن لا ترفعوا اصواتكم رجاءا فالاميرة الشمطاء(الديمقراطية ) لازالت نائمة.....!


