اطاعة الله ...بعبادة شيطانية/كمال الجوراني
Tue, 6 Aug 2013 الساعة : 20:06

من الطبيعي ان نحيا في وطن نحبه...وندافع عنه ونحلم لاجله ومن اجله. فتكون الحياة رائعة ومستقبلنا زاهر ونحب بعضنا البعض,ونتعايش مع مختلف الاديان والطوائف من اجل هذا الوطن.هذه من ابسط متطلبات الانسان الطبيعي في بلده,وهنا نلاحظ حياتنا في العراق دامت على هذا الاساس وتعايشت الاديان معا فيه.واختلطت مختلف الطوائف فيما بينها بالتزاوج والتعايش ,وحتى الاديان المختلفة اختلطت فيما بينها بعدة طرق وحتى الزواج منها. فحب الوطن لا يقتصر فقط على ترديد الأهازيج، وإقامة المسيرات، وحمل الأعلام، وتزيين السيارات والطرقات والمنازل. إذا الاحتفال الأعظم، والفرحة الكبرى هي المساهمة بناء مجتمع متكامل دؤوب على بناء الوطن والمواطن ، وألحفاظ على المرافق العامة المسخرة لخدمة الشعب,ويقوم رجل الدين على رفع روح المحبة والالفة بين الناس والحاكم يخدم جميع افراد الشعب ,هذا هو الشعب العراقي وهكذا بداء نسيجه االرائع...لكن كان هذا قبل اكثر من خمسون عاما اما اليوم اين نحن...لانعرف؟
اليوم اختلف الدين حيث كنا نعتقد ان المحبة والتسامح اساس الديانات ,اختلف الحق وامتزج بالباطل .وضاعت احلام شعبنا ,وتلاشى حب الوطن.واصبح التقرب الى الله بقتل ابن العم والاخ والاب,ولارضاء الله والدخول الى الجنة يجب قتل كل من يختلف بمعتقداته عني ,فقد اصبح لكل انسان اله خاص به, وكل يدافع عن ربه الاعلى .ولاجل التقرب الى الله يجب قتل اكبر عدد من المشركين به,ان كانت بسيارة مفخخة او حزام ناسف او....الخ. المهم الدخول الى الجنة وذلك ماقاله رجال الدين وما افتى به من افتى. واصبح كل شي مباح من اجل تدمير هذا البلد لانه متعدد الاطياف ولايؤمن برب واحد ومعتقد واحد كما يصفون الان.
وهذا يذكرنا بما حصل في اواخرالقرن -14-وتحديدا عام 1492حيث سقط آخر معاقل الإسلام فى إسبانيا، و انهزم آخر الملوك العرب، أمام جيش الكاثوليك ا، ورغم توقيع اتفاقية احترام عقائد المسلمين واليهود لم تنفذ العهود فاتخذا قراراً بطرد اليهود ، أما المسلمون فقد تم تخييرهم بين التنصير والقتل. لقد تم قتل آلاف المسلمين (100,000قتيل) من الذين رفضوا التنصير، رجالاً ونساء وأطفالاً واعتنق مسلمون كثيرون المسيحية خوفاً من القتل، وبذالك كانت بداية العذاب ، مما أدى إلى تمرد المتنصرين أكثر من مرة، وهنا اصبحت عبادة المسلمين سرا. بذلك زادت الشكوك.. هل هم مؤمنون ام لا ؟ ظهر راهب اسمه «بليدا» اشتهر بالورع والتقوى والحرص البالغ على نقاء العقيدة . بعد تفكير طويل توصل الراهب إلى أنه من المستحيل أن تعرف الكنيسة على وجه القطع إذا كان المتنصرون مؤمنين حقاً بالمسيح، أم أنهم يتظاهرون بالمسيحية خوفاً من الموت.وبالتالي يجب قتلهم وهناك في الحياة الاخرى سيفوز من كان مؤمن بالمسيح. الكنيسة وافقت على خطة الراهب وتحمست لها، لكن الحكومة اعترضت على قتل هذه الأعداد الضخمة تحسباً لمقاومتهم التى قد تؤدى إلى إرهاق السلطات.. قررت الحكومة طرد المتنصرين نهائياً من إسبانيا.وهنا نجد ان رجل دين وافق على قتل كل هذا العدد من الأبرياء لمجرد أنهم مختلفون عنه فى العقيدة وبدون شعور بالذنب. كيف يتفق الإيمان والدم .هنا فهم الدين هو الاساس ,إذا اعتقدنا أننا الوحيدون والباقي كفار ,عندئذ، سوف يدفعنا تعصبنا إلى الشعور بأننا يد الله ويجب ان نعلي كلمته وننفذ إرادته. وبالتالي التعالى على الآخرين والاعتداء على حقوقهم،وقتل وسكب المزيد من الدماء البريئة. لذا يعلمنا التاريخ هنا أنه لا يجب التفاهم مع المتشددين في الدين لانهم لا يفقهون شي من الحق . ويجب ارغامهم على احترام الاخرين بكل الوسائل وحتى القوة منها,وهذا ما يحصل الان في العراق على اساس نصرة الدين , لكن الغايات الحقيقية غير ذلك, وتجنيد رجال دين لا يفقهون الدين الصحيح وتهيئة قاعدة من الجهلة وغير المتعلمين للمساهمة في تنفيذ هذه الفتاوى والزعزعة امن البلد. اصبح القتل والكره والاغتصاب من سمات المتشددين واصبح تكفير الناس شعار ,فهذا مايقوله رجال الدين. ما يحصل الان هو عمل شيطاني واجرامي...لاايماني .
والسؤال المهم الان هل يبقى رجل الدين هو الجلاد ؟
وهل للحكومة كلمة تنصف بها الابرياء؟؟