حانه ومانه/صبيح الكعبي
Tue, 6 Aug 2013 الساعة : 19:50

كعادتي عندما اعيش حالة انسانية معينه يأخذني الحنين لواحدة من مقاهي بغداد القديمه التي بقيت محافظة على نكهتها الاصيله وسط زحام التغيير, لاريح نفسي بين روادها القدماء الذين امد الله بعمرهم لاسمع حديثا او اعيش
معاناة شظف العيش اواضاعة وقت الفراغ أو الم الجسد , ارمي جسدي في احد الكراسي الملقاة بعناية في مكانه واول رشفة شاي اسمع العجيب والغريب في احاديثهم بعضها قادح والقليل يثني على مايجري في بلدنا العزيز , بعد اعلان نتائج انتخابات
مجالس المحافظات ووضوح الصورة لمن سيكون المتصدي لحكومة بغداد المحلية يقولون انها بقت على حالها
دون تغيير يذكر وعددوا الاسباب , والاخر متفائل بان الاخوان سيتبدلون لان هواء التغيير ستطالهم , وحديث اخر يقول اذا الحكومة شيعيه وهي التي تحكم كونها الاغلبيه فمالذي استفادة منه الشيعة غير التهميش والتسقيط
مثلما كانت قبلا للاخوان السنه ايضا تهميش وتسقيط وحروب والخ .. اذن مالحل ؟ والاخوان السنه ايضايعانون
ان سبب خراب البلد هو المحاصصه الطائفيه التي ولدت هذا التقسيم وهذا مانراه في تولي الحقائب الوزاريه
فمرة شيعي ليستخدم صلاحياته بقوه لتهميش السنه, ودورة انتخابية اخرى تكون لسني وتعاد نفس العمليه بتهميش
الشيعه وتقريب السنه دون النظرالى امكانياته العلميه او الاداريه ونزاهته , وهذا مارايناه بوزارتي التعليم العالي والتربية وباقي الوزارات الاخرى . والبطاله تتسع مساحتها يوما بعد آخر ولامن حل جذري .
ان مثل هذه الامور تجعل من الصعب على الانسان ان يكون مخلصا نزيها لان مستقبله مجهول وعطائه مهدور
وسينعكس على تطور البلد وبناؤه , صورة باهتة الوانها لكل ناظر اليها , حتما سيصيبك الاحباط وتأخذك اللوعه
وتشعر بالالم والاسى , ويبقى سؤال يدور في رأسي وانا اسمع لاحاديث الناس في هذه المقهى الصغيرة التي شغلت زاوية من زوايا بلدي العزيز اذن مالذي يدور في زواياه الاخرى ؟ اننا بحاجة ماسة لاعادة ترتيب
الاوراق وفتح الحوارات والنقاشات مع شرائح مهمه من المجتمع لكي نقيم التجربه ونؤشر الخلل لنعالج الحاله
ونتجاوز المحنه وقد مر ببالي شيء مهم وانا استمع لهؤلاء الطيبين في احاديثهم الممتعه التي تهم الوطن والشعب
عندما كان الصحفي يكتب عن حالة سلبية في وزارة او دائره مقالا او شكوى عبر الصحف اليوميه يكون لزاما
على مديرها الاعلامي او مستشارها الصحفي ان يجيب عن هذه التساؤلات ويبرر الحاله , الان انعدمت وتلاشت
مثل هذه الامورالامور بسبب اللامبالاة وانعدام الشعور بالمسؤوليه لانه تحت جناح الحزبية مرة واخرى في رحم المحاصصه , ومثل مانراه الان من تفشي الرشوة والفساد الاداري المستشري بجسد الدولة الذي يأكل جسدها
بشراهة دون حل يذكر او معالجة ويبقى المواطن حائرا بين رياح التغيير والواقع المر وحديث حاله يقول.
(( بين حانه ومانه )) . واخر يقول (( ضاع الخيط والعصفور )) .
الكاتب
صبيح الكعبي