التحول من الايمان الى الوثنية ( فريدريك نيتشه)-جواد بطي الازرقي
Tue, 26 Jul 2011 الساعة : 12:43

ولد نيتشه عام 1844 من قس بروتستانتي سماه( فريدريك) لولادته في نفس اليوم الذي ولد فيه فريدريك الكبير ملك بروسيا، وقد نذره والده ان يكون خادما في الكنيسه حتى لقبه اصحابه بالقس الصغير . تأثرفي شبابه بزعيم المانيا بسمارك وعده شخصية قوية ، قرأ جميع مؤلفات شوبنهاور وتأثر بها ، كما عشق الموسيقى الكلاسيكية وقام بمحاولات لتأليفها، درس ( الفيلولوجيا ) وتعلم اللغات القديمة واهتم بالمسرح والفلسفة الإغريقية القديمة ولكنه تأثر بفلسفة (أبيقور) بشكل خاص وفضله على فلسفة سقراط وافلاطون.
سيق للخدمة العسكرية في الجيش الألماني المتصف بالصرامة رغم كونه ضعيف البصر والوحيد لاهله وهناك وقع عن صهوة جواده على اثرها اعفي من الخدمة العسكرية ولكنه طول عمره ظل متأثراً بالحياة العسكرية والأخلاق الإسبارطية التي عرفها في الجيش. بدأ نيتشه يكتب واول كتاب صدرله بعنوان( مولد المأساة) الذي يتحدث فيه عن الأساطير الإغريقية وارتباط الحضارة بالموسيقى بعد ان تعرف على الموسيقار الألماني الشهير ( فاغنر) ورأى فيه تجسيداً للعبقرية وعاش معه فترة رافقه فيها في رحلاته ولكن سرعان ما انقلب نيتشه ضده وكانت القطيعة بينهما هي الشرارة التي أطلقت فكر نيتشه مثل العاصفة على القيم الأوربية إذ رأى في المسيحية انحطاطاً وأن النمط الأخلاقي الصائب هو النمط الاغريقي الذي كان يمجد القوة والفن ويستخف بالرقة والنعومة وطيبة القلب التي رآها من صفات المسيحية. انتقد نيتشه الجامعات الألمانية على نبذها لشوبنهاور وغيره من الفلاسفة مما حدى بهم إلى نبذه هو الآخر حيث رأوا فيه عالماً لغوياً لا غير، وإن كان كتابه( مولد المأساة ) الذي الفه لاقى بعض المديح .
وبعد ان أصيب نيتشه بمرض شديد وشارف على الموت أوصى أخته - أن لا تدعو قسيساً ليقول الترهات على قبري أريد أن أموت وثنياً شريفا - ولكنه بعد ذلك شفي وذهب إلى جبال الألب ليتعافى وهنالك كتب كتابه الأشهر(هكذا تكلم زرادشت) ،بعده كتب العديد من الكتب ولكنها كلها كانت بمثابة تعليق على هذا الكتاب الذي كان يعتبره أنجيله الشخصي ولكنه واجه صعوبات كبيرة في نشره ولم يلقى الكتاب ترحيباً كبيراً في أوساط الجامعات الألمانية المتمسكة بالمثالية الهغيلية. كانت علاقة نيتشه بأخته قوية وكان يحبها حباً كبيراً لذا تألم كثيراً عندما تزوجت برجل لا يحبه وسافرت لتقيم في مستعمرة اشتراكية في أوروجواي، كما أنه وقع في الحب عدة مرات لكنه فشل بسبب عينيه الحادتين ونظراته المخيفة برأي الفتيات لذا اتسمت حياته بالكآبة حتى نهايتها. عانى نيتشه في نهاية حياته من مرض عقلي حيث دخل المصح العقلي لكن أمه العجوز سارعت بإخراجه ليعيش معها إلى أن توفي.