كُل عامٍ و أنتم بخير/ قاسم خلف جبر
Mon, 5 Aug 2013 الساعة : 4:17

إنتهى شهرُ رمضان لهذا العام و حسبناه لا ينتهي لأن العرب كانت تضرب به الأمثال في الطول .
و تبادل أبناء الوطن الواحد من أقصاه إلى أقصاه و بمختلف قومياته و طوائفه التهاني و التبريكات , و دفع الكثير منهم ما تيسر من أموالهم الخاصة ( زكاة الفِطرة ) إلى إخوانهم من العوائل ذات العوز و هو حقُ الله المشروع للطرفين , و تصالح الناس مع انفسهم لإنهم صاموا عن الشر و المنكر و الموبقات و تسامحوا مع من اختلفوا معهم على حُطام الدُنيا , و كانت المواجهة بعين الرضا و مديد الرحمة و المحبة و هي المبادئ التي جاء بها شهر رمضان فإستجاب لها عامة المسلمين بالسمع و الطاعة و بقية الطوائف بالاحترام و المشاركة الانسانية لانهم شعروا بحاجتهم إلى المبادئ الرمضانية التي تصب في خدمتهم و تُحسن حياتهم الفانية و الباقية على حدٍ سواء , و من الخُلق الرمضاني تفقد المُحتاجين و لم شمل المتخاصمين و قبول توبة التائبين ... هذه سيرة هذا الزائر الكريم التي اعتاد عليها ملايين البشر بين صومٍ و تسامح و طاعة و تصالح .... اللهم بإستثناء الشواذ و لكل قاعدة شواذ مهما كانت مباركة و راقية .
و للأسف فإن الشواذ في هذا المجال هم الطبقة المتنفذة الذين تجرؤا فأحلوا ما حرم الله و حرموا ما أحل الله و بعضهم استباح الدم و الآخر استباح المال و ليس لديهم حرمة لا للزمان و لا للمكان و لا للجنس و صيدهم دائماً من الطبقة العامة , و هذا ليس تّجني او تشويه او ضرب من الخيال و إنما هي الحقيقة بعينها و التي لا غبار عليها و لا تُحجب بغربال . اؤلئك الذين يمتلكون السيارات و يسخرونها للتفجيرات و العبوات اللاصقة و غير اللاصقة و يتعاملون بالاحزمة الناسفة و غير الناسفة و لديهم القدرة على غسيل الاموال و غسل العقول و القدرة إلى تحويل الحريق المتعمد إلى تماس كهربائي و تحويل المجرم الى بريء و البريء الى مجرم ...... ابتعدوا عن الاعراف الرمضانية و اخذتهم العزة بالاثم و ذهبت بهم موجة الغطرسة بعيداً عن ساحل الرحمة و شاطئ الاعتراف بالذنب و تطهير النفس بالكف عن هذا الحراك البائس الذي احرق الاخضر و اليابس و لا تغلب سيئة عشر حسنات ........... و كل عام و عامة الناس بخير