كُنّا..... وأصبحنا ../مجيد الناصر

Mon, 5 Aug 2013 الساعة : 3:24

كلنا يتوق شوقا لتلك ألأيام الجميلة التي كان يمضيها مع أصحابه في أيام الصبا تلك العلاقات البريئة والشفافة أيام كان الواحد منا لا يستغني عن أترابه وكان يلتقي بهم بعد وجباته اليومية أن لم يكن قد شاركهم بعضا منها .. لا تلفاز بمعناه الحالي ولا جهات للتواصل غير بعض الطرقات الخالية من وسائط النقل والمارة والتي كانت تؤدي للريف وبعض المقاهي التي كان يستحوذ عليها الكبار وهم يتمددون على أرائكها وكأنهم قد لصقوا بها واصبح كل ركن منها لشخصية معينة حتى أن البعض يتحاشى الجلوس عليها خشية من حضور أولئك الأشخاص ... القصد كنا كأهل بيت واحد فلا متنفس لنا ألاّ تجمعنا في مكان نمضي فيه يومنا الرتيب فكنا نتبادل الحديث ونخوض بكل شيء فلكل واحد منا هواياته وتطلعاته وتمنياته وقد تبلورت لكل منا بعض الرؤى والاهتمامات وبمرور الوقت صار لكل منا فلسفته الخاصة في الحياة ، علما كنّا قراء جيدين ونتسابق بمطالعة الكتب التي كانت المكتبة الوحيدة في مدينتنا توفرها لنا وما أن ننتهي من مطالعة كتاب نتفق عليه ألا وكانت لنا معه حوارية تأخذ منا أيام وليالي هذه مقدمة متواضعة لموضوع مهم أخذ من وقتي الكثير ...... كنت والى اليوم أتذكر تلك النقاشات والتي كانت تُدل على قناعاتنا الفكرية والتي أسسنا لها مذ كنا في صبانا وذاكرتي لم تخنّي في ما كان يراه كل منا بل يستميت من اجله ... أخذتنا الحياة وفرقتنا الأيام وركبنا مراكبها .. تطورت الأشياء وكبرنا وشق كل منا طريقه فيها وجاءت لنا المدَنيّة بانجازات عظيمة ومنها هذا .......( الفسبوك ) وأمثاله وسعدنا كثيرا ونحن نلتقي بأصدقاء العمر ( الصبا والشباب ) وكل ضننا أن الحياة تغيرت وألقت بمدنيتها على الأصدقاء فأصبحوا ولله الحمد بمواقع ومراكز ودرجات علميه أفرحتنا وأثلجت صدورنا .. فأن جال بالخاطر وجه أحدهم جادت الذاكرة بمواقفه ومبادئه وكأنه مازال يدافع عن فكرته و عما كان يعتقد فينشرح الصدر وتتفتح الأسارير فنتصل به وهو في كل الأحوال صديق العمر وحبيب الروح حتى نصدم بما يتبناه من أفكار تناضل البشرية للخلاص منها وقد عفا عليها الزمن وما يلازمها ويحافظ عليها وينتمي لها ألا من أراد أن يؤسس مجده على الكثبان الرملية ...شيء لايصدق أن تر من كان يتحقر بعض الأفكار ويشمئز منها هو اليوم من المدافعين عنها وبقوة .. ليس هذا فقط وأنما تراه أن أختلف معك صب جام غضبه عليك ونعتك بنعوت ليست فيك وكثيرا ما يحذفك بعضهم من قائمة الأصدقاء بدون أستحياء وهو من طلب ودك لا لشيء ألا لأنه لا يريد أن ينظر بمرآة الماضي ........... أقول لكل هؤلاء وأذكرهم بقوله تعالى في سورة الرعد الآية77 فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ... صدق الله العظيم ...

Share |