الوطنية والقومية والدين/طاهر مسلم البكاء
Mon, 5 Aug 2013 الساعة : 1:15

هل يعني علاقات متوازنة مع ايران او غير ايران ان العراق يرتمي بأحضان ايران او السعودية او غيرها ،او اذا ذكر عراقيا ً موقفا ً تاريخيا ً نبيلا ً يتلاقى فيه ما يؤمن به من افكار سياسية مع شخصية ايرانية ، يجب ان يحسب هذا الشخص على ايران ،انها عجائب هذا الزمان ان نردد ما يردده الأعداء وما يخرج من مؤسساتهم البحثية ودراساتهم لتفكيك وحدة العراق وتجزئته،والتفريق بين ابناءه وقراءة الفاتحة على روح بقاءه .
عندما نتذكر مواقف المفكر الفرنسي روجيه غارودي لصالح القضية الفلسطينية ،او المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي بشأن القضايا العالمية التي يقف فيها موقف العدالة من القضايا المهمة في العالم ، لايقول لنا احد اننا قد ارتمينا في احضان فرنسا ولا احضان امريكا ، ولكن عندما نستذكر ، في وقت هزيمة العرب معنويا ً وواقعيا ً، نداء السيد الخميني لأعلان يوم القدس في آخر جمعة من كل رمضان ،فأننا وقتها يجب ان نكون قد ارتمينا في احضان ايران !
ان الأمر لايعدو عن كونه برمجه شيطانية لجعل العراقي مكبل ووجل في تعاملاته مع الآخرين مع العلم ان هذا مسموح لغير العراقيين ، فلم نسمع ان احدا ً يتهم بهذه التهم المعدة لتخريب الوحدة الداخلية ، وعندما تغيب الرؤى الواضحة تكثر التهم المسيسة والتي تطلق لأغراض ومآرب خاصة ولكن يبقى تحقيق المتصيدون لأهدافهم معتمدا ً بدرجة كبيرة على قوة الشخصية العراقية وقدرتها على مواجهة مختلف تيارات الضغوط،وعدم الأنصياع الى ما تصبو اليه من اهداف مشبوهة ، ان من حق العراقي ان يعبر بمطلق الحرية عن اراءه وافكاره في مجمل ما يجري من حوله من احداث لها صلة في حياته ،دون ان يمس هذا شيئا ًمن وطنيته التي يعتز بها ويتمسك بها كأثمن هدف قدم الدماء العزيزة من اجلها ، لقد واجه العراقي أقسى التحديات ومنها الحصار الجائر الذي طال لأكثرمن اثنى عشر سنة ،حورب خلاله في لقمة عيشه وكرامته ،جنبا ًالى جنب مع ارهاب الطاغية آنذاك ، دون ان يغادر أرض الوطن ودون ان يتنازل عن وطنيته وكرامته العراقيه ،وبعد العام 2003 م واجه المحتل بآلته الحربية الجبارة والتي تعتبر اعتى ما موجود على الأرض في عالم اليوم ،وأجبره على الأنسحاب ومغادرة أرض الوطن ، أبعد كل ذلك يمكن لتعبيره عن اراء أو افكار مسموح بها لكل الدنيا وتعتبر حق من حقوق التعبير عن الرأي ،يوصم بضعف الوطنية والأرتماء في أحضان الغير !
انها شنشنة اعرفها من أخزم ، وهي كما أوضحنا حملات مغرضة الغرض الرئيس منها النيل من وحدة العراقيين وسهولة تمزيق بلادهم بعد ان عجز السلاح الحديث عن اداء المهمة .
القومية والدين
ــــــــــــــــــــــــ
كما هو حال الأفكار التي تطعن بالوطنية ، بدأت افواه مأجورة تبرز من هنا وهناك لتعترض على أي انتماء قومي او اسلامي بحجج واهية ،من انها بالضد من الوطنية وهي تأكيد لضعفها ،ولا نعلم كيف ابتدأت تعلو مثل هذه الأفكار بيننا ،فيما على الجانب الآخر تعتبر الروابط الدينية والقومية من اهم ما يعمل العدو الصهيوني على تمتينه بين افراده ومواطنيه في فلسطين المحتلة وخارجها ،اننا برفض انتماءنا نكون كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال ، لانرى الحقيقة الماثلة امامنا ولا نميز اعدائنا الحقيقين وبالتالي انتهينا الى نتيجة التقاتل بيننا .
يريدنا البعض ان نتحدث فقط في نقص امدادات الكهرباء ونتناول رواتب وتقاعد البرلمانيين، وعن استشراء الفساد في مؤسسات الدولة وقطاعاتها المختلفة ونقص الخدمات الأخرى وتفشي موت الأرهاب وغيرها ،وهذه كلها صحيحة ولكن السبب واحد ،حيث ان الأفعى تقتل من رأسها .