لماذا تعطل الأصلاح المراد في حكومة اليوم ؟؟/عباس عكله
Sun, 4 Aug 2013 الساعة : 2:17

الشعب العراقي شعب شجاع ولامساومة على شجاعته فمازاد صدام في ظلمه وبطشه للشعب العراقي على مر العقود السالفة الا لردة فعل النظام أتجاه مايجري من نهضة وطموح لتغيير نظامه من قبل الشعب والأدلة كثيرة من تكوين فيلق بدر العراقي في المهجر ونبوغ حزب الدعوة بزعامة الصدر الاول (قدس سره) وجماعات عراقية معارضة في الهور الجنوبي وفي دول الغرب من قبل المغتربين قسرا( العراقيين) هناك ومعارضة أبناء الدليم في المناطق الغربية والاكراد وكفاحهم المسلح والثورة الشعبانية والتي أطاحت بتسع محافظات كل تلك ولدت لنا أنذاك نظاما معارضا بطشيا لشعبه يحتكم الى القوة والقتل والسجن في الطوامير كما كانت تلك الافعال وردات الفعل عناوين وأدلة لشجاعة الشعب العراقي وبحثه عن التغيير وعدم الركون والصمت للحاكم الظالم لكنه لكون الاخير مدعوم لوجستيا وعسكريا من دول أقليمية وغربية لم تثمر للشعب شجاعته .
تربع المعارضون على سدة الحكم الحالي حيث مد البساط لهم بمؤازرة الشعب وأمريكا وبريطانيا ومن لف لفهم بعد أن أكتشف الاخرين بأن ذلك النظام بات ورقة محترقة تعرقل مخطاطاتهم المعروفة والمبهمة وحدث سقوط النظام في عام 2003 ، وخرج بعدها الشعب بعملية عملاقة أنتشلت واقعهم الغير قابل للتغيير لسنين عدة الى مطاف المجد في المحافل الدولية والاقليمية بمظاهرة الانتخابات وضمن مبدا الديمقراطية الجديدة التي تهدف الى تنصيب المسؤولين وفق أرادة وأختيار الشعب وبمؤازرة المرجعيات الدينية في النجف الاشرف والمعتدلين من العلماء في المحافظات الغربية والاكراد بأعتبارهم قاعدة مهيئة للتغيير كل تلك المسببات خلقت من تكوين حكما متعددا للشعب اليد الطولى في تكوينه .. ولكن ماظهر الثغرات المتكرره لدى المسؤولين من فساد حكومي وأداري أنهك العملية السياسية وتقديم الخدمات للمواطنين هو ثمن للتعددية الحزبية التي خطت خطا عرقل العمل الحكومي الرقابي والتنفيذي تحت مسمى التوافقية وترضيني فأرضيك وتعطيني فأعطيك وتصمت عني فأصمت عنك رغم الصيحات الاعلامية للمسؤولين والشعب ضد هذا التعطل الاصلاحي والتي لم تغير من الواقع قدر الرذاذ في سبيل الاصلاح كما هنالك نقطة رئيسية أصمتت الشعب في نيل الاصلاح وهو التحزب بدون انتماء فكل من يعيب هذا الحزب أو تلك القائمة يناصر ويؤازر ذلك الحزب أو تلك القائمة في الجانب الاخر والنتيجة تدخل تلك الاحزاب والقوائم في طيات الحكم من جديد بنسب متفاوتة ومتقاربة تدعوهم الى التوافق مجددا فتبقى دوامة الأصلاح مترهلة تحت هذه المغالطات ... نعم الشعب لم يفقد شجاعته كما يصور البعض الحال لكنه فقد أستقلاليته فقد أنغمست الولاءات الحزبية والطائفية والعرقية والقومية في أختيارات الجماهير بدون أحساس أو شعور يغير الحال الى أفضله فتولدت لدى الشعب فقدان ثقة بالغد الذي ربما سيرتبط بالامس إن لم يبقى في هذه الدوامة التي تولد حالة أقل الضرر كما إن تلك الاحزاب والقيادات ركزت على مبدأ الابقاء على مبدئي التعددية والتوافقية لسلامة احوالها ودوام بقائها في السلطة ، فتجرد الشعب من الاستقلالية حطم طموحاته في الأصلاح والتغيرر ضمن الاطر الديمقراطية .


