الهجوم أفضل من الدفاع/ صبيح الكعبي
Sun, 4 Aug 2013 الساعة : 1:58

حادثة ينقلهما التاريخ لنا في عهد أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما كان جالسا مع
اصحابه أذ مر بهما رجل يرتدي الدرع ويتمشدق بسيفه واضعا كل اسلحته على عاتقه ويسير
الهوينا فالتفت اليه امير المؤمنين قائلا رحم الله هذا الرجل كف شره الناس فاستغربوا من قوله
وقال لهم لان الناس تخافه فلا احد يمر بطريقه , و قوله( ماغزوا قوما في عقر دارهم الا ذلوا )
ويقول الشاعر
. فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا = ولكن على أقدامنا تقطر الدّما
وقالوا (السيف أهول ما يُرى مسلولا)
حقيقة الامر ان الدفاع ضعف والهجوم قوة اذا كانت في محلها بعيدة عن انتهاك الحرمات واذى
الناس و الشجر والشيخ الكبير والاطفال والنساء والمرضى , لانها ضرورة حتمية لردع المعتدي وحماية المجتمع من عبث العابثين ,وها نحن نعيش احداث بلدنا منذ سقوط النظام ودخول المحتل
وفتح الحدود وتآمر الاشرار وايقاظ الفتن وحرق الممتلكات واحتلال لبعض المواقع ونحن نتحسب العفو عند المقدرة والحفاظ على بناء الدولة واحترام حقوق الاخرين وشل الايدي الضاربه بالحق وعفا الله عما سلف , وقد قالوا(الإفراط في التواضع يجلب المذلة)
عوامل ساعدت العدو لبناء ذاته وتفنن اساليبه باختراق
مؤسسات الدولة ومن زوايا عديدة مرة بالتخريب الاقتصادي واخرى بالفساد المالي والتناحر
السياسي والعنف والارهاب واصبح تحديا لكيان الدولة اذ بامكانهم ان يختاروا الزمن ويحددوا
الهدف ويتحدوا الاجهزة لينالوا مبتغاهم ويحققوا اهدافهم بضربات سريعة خاطفة موجعة
تربك الواقع وتحيله لركام ,ان هذه الاعمال لاتسقط دولة ولاتهد بنيانها ولكنها تخلق حالة من الذعر وفقدان التوازن وتشكك بعناصر قوتها ,و العلميات المستمرة للعدو وبتوقيتات مختلفة
واساليب دنيئة اصبح من العسير على اجهزة الدولة معرفة تفكيرهم وطرق خطرهم لتعدد العلميات واختلاف نوعيتها وطرق رعايتها من دول لاحصر لها بقيادة مافيات قوية تحركها الاموال والحقد على ما
يجري في البلد من تغيير وتطور لمفاهيم الديمقراطية وحكم الشعب , وهذا يقوظ حكمهم ويجعلهم
هدف لشعبهم , ان شعبنا تحمل الكثير من الاذى ونزيف لايوقف من دماء الابرياء ولا
بصيص امل لنهايتها او الحد منها وايقافها , لاننكر ان القوات الامنية حققت بعض من واجباتها
ولكن بشيء محدود يكاد سنا برقه لايظهر امام هجمات الاعداء ومسمياتها العديدة , والامل
يحدونا بانها ستنتهي يعد خروج الامريكان من العرق الا ان بصيصه افل وانتهى لتعاظم جرائمهم
وقوة ضرباتهم واذية جروحهم , والسجون مملؤة باجسادهم والمدافعين عنهم في ازدياد فهم مع
الجاني ضد الضحية , ان الصبر الذي تتحمله الدولة امام هذه الاصوات جعلها تقف عاجزة بين
حماية شعبها ودفاع الاخرين عن العدو مما ولد شعور لدى المواطن آمن به كليا ان الدولة ضد
المواطن باجراءتها وقوانينها , مما اتعب المواطن وشل حركته وخرج منتفضا ثائرا على مايجري بحقه من تهميش ومهانة وقساوة لايمكن تحملها ,وولد ضغطا على اصحاب القرار من خلال التظاهرات السلميه والاصوات العالية والمقالات اليومية عبر الصحف
المختلفة لدفع الدولة باتخاذ اجراءات احترازية لكف الاذى وابعاد شبح الخوف , وكان ما نريد بعد ان وصلت معلومات مؤكدة للهجوم على اماكن حساسة في الدولة وتحذير فصائل الشر بذلك
واتت مترافقة مع عملياتهم الاخيرة بتحرير رؤوس الشر من السجون في بلدان عديدة ومنها العراق مما دعى امريكا لغلق سفاراتها في دول عديده من ضمنها العراق , فرحنا كثيرا ونحن
نسمع اخبار قواتنا المسلحة بكافة صنوفها وهي تشن حملتها الواسعة للهجوم على اوكار وحواضن الشر في زوايا بلدي العديدة من فراتها الاوسط لقوات الجزيرة ودجلة وسامراء ..الخ
ولو انها متأخرة بعض الشيء الاانها في صميم العمل لنأكل ثمارها وتحقق اهدافها وتهدم بمعاول
الخيرصروحها وتقلع اساسها وكانت بالفعل عملية جرئية وقوية وحاسمة على رؤوس الخونة
والعفونة والمجرمين
وَلَـوْ أَنَّ الحَيَـاةَ تَبْقَـى لِحَـيٍّ
لَعَـدَدْنَـا أَضَلَّنَـا الشُّجْعَـانَـا
وإِذَا لَمْ يَكُـنْ مِنَ المَـوْتِ بُـدٌّ
فَمِنَ العَـارِ أَنْ تَمُـوتَ جَبَانَ
نشد على ايادي الخير والقوة وعوامل البناء لمن يريد ان يطمس حق او يلغي هويه او يقتل الناس ويشيع الفاحشة والجريمة في بلد الامن والامان ولسان حالي يقول
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستنفر الحامي
الكاتب والاعلامي
صبيح الكعبي


